أنس الصبري : عضو باحث بالمركز الاوروبي لدراسات محاربة الارهاب والاستخبارات بألمانيا كشف مصدر أمني جزائري رفيع ل"الجريدة"،ان السلطات العليا في البلاد تسلمت تقرير امني يحذر من تطورات ارهابية خطيرة ستشهدها منطقة الساحل وشمال افريقيا خلال الفترة المقبلة، واوضح ان التقرير اشار الى ان ارهابيين افارقة يتحركون بوثائق لمهاجرين سريين متوفين، واخرين تمكنوا من الوصول الى اوروبا، مبرزا ان حديث رئيس الجمهورية لاول مرة عن عدد 5 الاف ارهابي ينشطون ضمن التنظيمات الارهابية في افريقيا لم يكن للاستهلاك وانما جاء بناء على ما ورد في التقرير الامني. وأبرز التقرير الامني الذي تسلمته السلطات العليا في الجزائر ان العناصر الارهابية الافارقة يتحركون بوثائق مزورة لمهاجرين افارقة متوفين في الصحراء الافريقية الكبرى وهم في طريقهم الى شمال افريقيا، وخاصة ليبيا والجزائر، من اجل الالتحاق باوروبا، واشار الى ان عصابات الاتجار بالبشر تأخذ وثائق المهاجرين الافارقة خلال نقلهم الى الحدود الجزائرية الجنوبية و ايضا الليبية، قبل ان يتم تركهم تائهين في الصحراء تحت رحمة العطش، ويقومون فيما بعد ببيع الوثائق للتنظيمات الارهابية مقابل اموال طائلة، هذه الاخيرة تستعمل وثائق الافارقة المتوفين، لصالح عناصرها الارهابية للتنقل في المنطقة استعدادا لتنفيذ اعتداءات ارهابية ضخمة ضمن استراتيجية جديدة تحصلت عليها الاستخبارات الجزائرية. وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقة قد حذر و لاول مرة من وجود أكثر من 5 آلاف إفريقي ينشطون في صفوف الجماعات الإرهابية داخل القارة وخارجها، ومن التهديد الذي أصبحوا يشكلونه على أمن البلاد والمنطقة، داعيا في مذكرة عرضها بدلا منه رئيس الوزراء عبد المجيد تبون، خلال أعمال القمة ال29 للاتحاد الإفريقي التي انعقدت بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى ضرورة مواجهة هذا التهديد، من خلال تطوير علاقات التعاون بين الدول الإفريقية، خاصة في مجال جمع المعلومات الاستخباراتية عن المقاتلين الأجانب، وتحسين المعرفة بملامحهم، ومنع تنقلهم عبر مختلف وسائل النقل ونقاط الدخول والعبور، فضلا عن تحسين إدارة الحدود. وفي ذات السياق، أوضح متحدث "الجريدة" ان التحذيرات الجزائرية ليست بريئة وانها جاءت بناء على معلومات مؤكدة تفيد بتغيير التنظيمات الارهابية لاستراتيجيتها بعد انهزامها في الشام وليبيا، بالاعتماد على الارهابيين الافارقة للتموقع في شمال افريقيا وفق مخطط دولي تشرف عليه الدول العظمى لتفتيت الدول العربية، وانه جاء الدور على دول المغرب العربي وبشكل خاص الجزائر، وتابع ان الاستراتيجية الارهابية الجديدة ذكية على اعتبار انه من الصعب التفريق بين الافارقة و تحديد ملامحهم بسبب التشابه الكبير فيما بينهم. وقال المصدر الامني ان الجزائر رفعت درجات التأهب واعلنت حالة الاستنفار عللى مستوى مختلف الحدود،خاصة الجنوبية، بسبب التخوف من تسلل الارهابيين الافارقة الى داخل البلاد تحت ذريعة اللجوء بعد قرار السلطات الجزائرية منح الفارين من الحروب والفقر والمجاعة من الدول الافريقية، بطاقة لاجئ، مع السماح لهم بالعمل والسكن تحت ضغط المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان بخصوص حقوق اللاجئين في الجزائر الامر الذي قد يزيد من المخاطر والتهديدات، و اشار الى ان عدد كبير من الارهابيين الافارقة المعلن عنهم، تم تدريبهم في معسكرات الارهابيين في ليبيا خلال السنوات الماضية. وأضاف المتحدث انه تم فرض مراقبة مشددة على الافارقة عبر وسائل النقل الحدودية، وايضا عبر المعابر لمنع تسلل ارهابيين افارقة، موضحا ان اعلان الرئيس بوتفليقة عن عدد 5 الاف ارهابي من افريقيا السوداء يعتبر صفارة انذار تستدعي اليقظة. وكانت عدة جماعات ارهابية تنشط في شمال مالي والساحل الإفريقي، أعلنت مطلع شهر مارس الماضي، اندماجها في جماعة واحدة أطلقت على نفسها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين" بأمير واحد وهو "إياد أغ غالي" مالي الجنسية كان يتزعم جماعة انصار الدين بشمال مالي، وهي جماعة موالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.