طالبت الولاياتالمتحدة الأميركية اليوم (الإثنين)، مجلس الأمن الدولي بفرض إجراءات مشددة على كوريا الشمالية بسبب برامجها الصاروخية والنووية، فيما لم تتفق معها الصين وروسيا اللتان دعتا إلى الحوار. وأكدت السفيرة الأميركية بالأمم المتحدة نيكي هيلي أن الوقت حان لمجلس الأمن كي يفرض "أشد إجراءات ممكنة" على كوريا الشمالية بشأن سادس وأقوى تجاربها النووية لأن "الكيل طفح". وأضافت أن نهج المجلس المؤلف من 15 بلدا بإضافة عقوبات على بيونغ يانغ منذ عام 2006 ليس مجديا، واصفة زعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون بأنه "يستجدي لإشعال حرب". وقالت هيلي للمجلس: "رغم جهودنا فإن برنامج كوريا الشمالية الصاروخي أكثر تقدما وأكثر خطورة من أي وقت مضى. لم ترغب الولاياتالمتحدة في الحرب مطلقا. ولا نريدها الآن. لكن صبر بلادنا له حدود". ورأت الصين وروسيا أن الأزمة مع كوريا الشمالية ينبغي أن تحلّ بشكل سلمي، بحسب ما أعلن مندوبا البلدين في مجلس الأمن، من دون الحديث عن اتخاذ إجراءات جديدة ضد بيونغ يانغ. وقال سفير الصين لو جيي إنه "بفضل الحوار، يمكننا أن نتوصل إلى جعل شبه الجزيرة الكورية منطقة منزوعة السلاح النووي". وأفاد المندوب الروسي فاسيلي نيبينزيا أن بلاده "تدعو كل الأطراف إلى الحوار واستئناف المفاوضات"، مضيفا أن "ليس هناك حل عسكري"، مشددا في الوقت نفسه على أن كوريا الشمالية تعاملت "بازدراء" مع القرارات الدولية. وشدد المندوب الروسي على "ضرورة الحفاظ على الهدوء" و"عدم الانجرار للمشاعر، والعمل بشكل هادئ ومتوازن"، فيما يبدو أنه تلميح إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب الذي توعّد كوريا الشمالية في الأسابيع الماضية "بالنار والغضب". وجدد الاقتراح الصيني الروسي بوقف المناورات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة، مقابل أن تعلّق كوريا الشمالية برنامجها النووي، وهو ما ترفضه واشنطن. وتعد الصين هي الداعم الأول لكوريا الشمالية، ووجهة 90 % من صادراتها. وفرض مجلس الأمن ست مجموعات من العقوبات على كوريا الشمالية منذ أن أجرت تجربتها الأولى على جهاز نووي عام 2006. لكنها لم تنجح في جعل بيونغ يانغ توقف برنامجها النووي وتحديها للأسرة الدولية. وكان جيفري فيلتمان مسؤول الشؤون السياسية بالأمم المتحدة قال إن الأمين العام أنتونيو غوتيريش "يعول على تكاتف مجلس الأمن الدولي واتخاذه لتحرك ملائم" بشأن كوريا الشمالية، محذرا المجلس من أنه "مع ازدياد التوتر تزداد مخاطر سوء الفهم والخطأ في التقدير والتصعيد". وقال فيلتمان للمجلس "التطورات الأخيرة الخطيرة تستلزم ردا شاملا من أجل تحطيم حلقة الاستفزازات (من كوريا الشمالية). ينبغي أن يشمل مثل هذا الرد دبلوماسية حكيمة وجريئة ليكون فعالا". وأثارت كوريا الشمالية، أمس الأحد، موجة استياء في العالم بإجرائها أقوى تجربة نووية قامت بها حتى الآن، وأكدت بيونغيانغ أنها اختبرت "بنجاح تام" قنبلة هيدروجينية يمكن وضعها على صواريخ بعيدة المدى.