قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم الثلاثاء إنه لا يعتقد أن كوريا الشمالية تمتلك القدرة لوضع رأس نووي على صاروخ. وأضاف أوباما في لقاء مع برنامج "توداي" على شبكة "إن بي سي" ال‘خبارية الأمريكية: "بناء على تقديراتنا، لا نعتقد أن لديهم هذه المقدرة". وتابع: "ولكن يجب علينا التأكد من أن نتعامل مع كل أمر طارئ" ، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة أعادت توزيع بعض صواريخها الدفاعية. وقال الرئيس الأمريكي: "لا أعرف رئيس كوريا الشمالية. الأمر الذي أعرفه هو أن الأفعال التي يقومون بها، واللغة التي يستعملونها أصبحت مستفزة، هذا الامر قوبل بإدانة في جميع انحاء العالم وهو غير ضروري أدى إلى فرض مزيد من العزلة على كوريا الشمالية". كانت كوريا الشمالية أطلقت تهديدات بمهاجمة الولاياتالمتحدة، في إطار رد فعلها على استعراض القوة لمقاتلتي "شبح" أمريكيتين من طراز "إف-22" وإسقاطهما ذخائر خاملة على أرض تدريب في كوريا الجنوبية على مسافة ليست بعيدة عن الحدود مع الجارة الشمالية". ورفضت كوريا الشمالية، الثلاثاء، اقتراحاً أمريكياً بإجراء محادثات، قائلة إنها لن تقبل بالدخول في حوار مُذل مع الولاياتالمتحدة. ونقل التلفزيون الكوري الشمالي عن بيان لوزارة الخارجية قوله: "نحن لا نعارض الحوار لكننا لن نجلس إلى طاولة مفاوضات مهينة أمام خصوم يلوحون لنا بالسلاح النووي." وكان وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قال في عاصمة كوريا الجنوبية سول، الأسبوع الماضي، إن واشنطن مستعدة للحوار مع بيونغ يانغ شريطة أن تقود المحادثات إلى تخلي كوريا الشمالية عن أسلحتها النووية. وشددت كوريا الشمالية في ردها على مبادرة كيري علي تمسكها ببرنامجها النووي، مؤكدة علي إنها لن تتخلي أبدا عن أسلحتها النووية. وكانت الولاياتالمتحدة حثت كوريا الشمالية، الخميس، على العدول عن "سلوكها العدائي"، معربة في الوقت نفسه عن شكوكها في قدرة بيونغ يانغ على إطلاق صاروخ نووي. كما دعا الرئيس الأمريكي باراك أوباما بيونغ يانغ إلى تغيير لهجتها، وذلك خلال لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال أوباما: "نحن متفقان على أن الوقت حان لكي تضع كوريا الشمالية حداً لنمط السلوك العدائي الذي اعتمدته، وأن تحاول خفض مستوى التوتر". نشاط نووي ومنذ فيفري 2012، أجرت بيونغ يانغ عمليتي إطلاق لصواريخ حققت إحداها في ديسمبر نجاحاً، واعتبرها الغرب تجربة لإطلاق صاروخ بالستي، بالإضافة إلى تجربة نووية أدت إلى فرض مجموعة جديدة من العقوبات في مجلس الأمن الدولي. كما أعلنت أخيراً عن إعادة تشغيل محطاتها النووية، ونصبت بطاريات صواريخ متوسطة المدى على ساحلها الشرقي. وعلى الرغم من ذلك، لا يعتقد غالبية الخبراء أن بيونغ يانغ باتت قادرة على تصنيع أسلحة نووية مصغرة، فهم يعتبرون أن هناك مراحل عدة بين النجاح في تفجير قنبلة نووية والتمكن من تصنيعها بشكل مصغر. من جهته، اعتبر مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر أن الصين "مستاءة" من الاستفزازات الكورية الشمالية لكنها لن تتخلى عن دعمها لحليفتها. وقال كلابر أمام مجلس النواب: "أعتقد ان كيم جونغ اون وخلافاً لوالده لا يدرك فعلا مدى الإحراج والاستياء الصيني إزاءه". "كيم" يتحدي العالم وخلف كيم جونغ اون والده كيم جونغ ايل بعد وفاته في ديسمبر 2011، وعين في 11 أفريل2012 على رأس حزب العمل الوحيد في البلاد. و انتقلت سلطات الدعاية الرسمية في كوريا الشمالية من التصريحات الحربية والعدائية إلي الإشادة بجونغ اون بمناسبة الذكرى السنوية الأولى على توليه الحكم. كما تستعد كوريا الشمالية للاحتفال، الاثنين، بالذكرى ال101 لمولد كيم ايل سونغ، مؤسس الأمة والذي توفي في 1994. وبدأت الوفود الأجنبية بالتوافد إلى العاصمة بيونغ يانغ للمشاركة في المناسبة، بحسب وسائل الإعلام الرسمية. عقوبات جديدة من جهة أخرى، ندد وزراء خارجية مجموعة الثماني الخميس في لندن "بأشد العبارات" بموقف كوريا الشمالية، وهددوا بفرض عقوبات جديدة عليها في حال قيامها بتجربة إطلاق صاروخ جديدة. وفي بيان، ندد الوزراء "بالتطور المستمر لبرنامج الأسلحة النووية والصواريخ البالستية" لكوريا الشمالية. وأكدوا أن أعمال كوريا الشمالية "تشكل انتهاكاً مباشراً لقرارات مجلس الأمن الدولي". والأسبوع الماضي نقلت كوريا الشمالية إلى ساحلها الشرقي صاروخي موسودان ومداهما 4 آلاف كلم قادرين على بلوغ كوريا الجنوبية واليابان وحتى جزيرة غوام الأمريكية، حيث أجريت مناورات طارئة، الخميس، تحسباً لأية ضربة من بيونغ يانغ. هجوم متوقع وأشار مصدر حكومي كوري جنوبي إلى أن بيونغ يانغ يمكن أن تطلق عدة صواريخ، إذ تم رصد تحركات لعدة آليات مجهزة لإطلاق صواريخ سكود (مداها بضع مئات الكيلومترات) وصواريخ رودونغ (مداها يتجاوز الألف كيلومتر). وكانت كوريا الشمالية التي استاءت من اعتبار قسم من الأسرة الدولية تهديداتها فارغة، عاودت الثلاثاء التلويح بشن حرب نووية ونصحت الأجانب بمغادرة أراضي كوريا الجنوبية.