فجرت صحيفة أميركية بارزة، فضيحة واقعة استضافة عدد من القنوات المصرية، بشكل دائم وباستمرار صاحب مطعم وبائع ساندويشات بيض داخل مطعم في نيويورك باعتباره محللاً ضليعاً وخبيراً استراتيجياً في الشأن الأميركي، وغيره من الشؤون الدولية وحتى الربيع العربي. وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) في تحقيق نشرته على صفحتها الأولى ويعتبر فضيحة إعلامية وأخلاقية، إن الطباخ حاتم الجمسي، يشرّح السياسة الأميركية ويلقي الضوء على خباياها وأسرارها ومتاهاتها، من مطعمه البسيط في نيويورك ولكن عبر أثير الفضائيات المصرية. وقال تقرير ل(بي بي سي العربي) إنه ثار الجدل في الآونة الأخيرة بشأن مدى أهلية الجمسي لإبداء آراء والتعليق على قضايا سياسية، مع الأخذ في الاعتبار بطبيعة عمله التي يراها البعض بعيدة عن "الدور الإعلامي" الذي يلعبه. وتقول بي بي سي إنه بينما يقول حاتم الجمسي إنه ملمٌ بالقضايا التي يتحدث فيها وأنه لا يُضر أحدا بظهوره التلفزيوني المتكرر، يرى خبراء في الإعلام أن هذا الأمر يمثل "سقطة مهنية" تستوجب المساءلة . وإلى ذلك، تقول (نيويورك تايمز) إنه عندما ينتهي الجمسي تقمصه لدور المحلل الاستراتيجي والخبير العارف ببواطن الأمور وظواهرها، وينتهي البث المباشر معه، يزيل عن أذنيه سماعات المداخلة الهاتفية، ويفتح الباب من الاستوديو الموقت في الحمام ويعود إلى وظيفته اليومية، في تقشير البيض المسلوق وفرم الخضار وتشريح فطائر الخبر كبائع سندويشات. ووفقاً لتقرير الصحيفة الذي تناولته وسائل إعلام عديدة عبر العالم، فإن الجمسي يمتلك مطعماً في حي (كوينز) في نيويورك، وهو مكان معروف يقدم الساندويشات الشرقية مع البيرة، ولكن لا أحد من مشاهديه في مصر يعرف أن الرجل المنشغل بعد انتهاء البث المباشر معه، مشهور بطهو وبيع ساندويشات البيض، هو نفسه الذي ظهر للتو على برامج التوك شو التلفزيونية المصرية الشهيرة، التي تناقش وتحلل مواضيع ومسائل دولية شائكة، تبدأ من سياسة الهجرة التي تتبناها إدارة الرئيس دونالد ترمب وتمر بالبرنامجين النووي والصاروخي لكوريا الشمالية، لتحط رحالها عند مستجدات الربيع العربي وغزو الفضاء وغيرها من المواضيع الراهنة. وتتابع (نيويورك تايمز) في التحقيق القول: ربما ليس هناك من بين زبائن بائع السندويشات حاتم الجمسي البالغ من العمر 48، من يعرف أن هذا الرجل الذي يعتني بلف السندويشات وتقشير البيض وتقطيعه وإضافة التوابل إليه، هو نفسه الذي يظهر أيضا على البرامج التلفزيونية المصرية، ليطلق مواقف هامة، ويتحدث في مواضيع استراتيجية خطيرة، ويحلل أحداثًا ووقائع معقّدة، ليس أولها الإرهاب الدولي ولا آخرها احتمالات اندلاع نار حرب نووية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، ولا يعرف الكثيرون ومنهم القنوات التلفزيونية التي تستضيفه، أن استوديو البث التلفزيوني المباشر الذي يستخدمه لنشر تحليلاته وآرائه عبر الأثير ما هو في الواقع غير حمام بسيط قائم في خلفية المطعم. لكن، وعلى الرغم من مهنته المتواضعة وعمله البسيط، فإن حدس الشيف الجمسي لم يخنه حين كتب مقال رأي لمؤسسة إخبارية مصرية، تنبأ فيه بانتصار دونالد ترمب بمنصب الرئاسة في انتخابات نوفمبر الماضي، وهذا ما شجعه على تقمص مهنة الظهور والبث عبر الفضائيات، بعد وقت قصير من كتابة هذا المقال، لأن الجميع في ذلك الوقت كانوا يتوقعون فوز هيلاري كلينتون على منافسها بما يقرب من 20 نقطة على الأقل. ويقول الشيف الجمسى للصحيفة الأميركية المرموقة: "كنت قد كتبت افتتاحيات على مر السنين، لكن معظم هذه الكتابات كانت مجرد هواية لم تجد طريقها للنشر، لكن المقال الذي تنبأت فيه بانتصار ترمب لفت انتباه شخص ما في محطة "تلفزيون النيل" التابعة للدولة المصرية، وكان هذا الصحافي يتطلع إلى إجراء مقابلة مع مواطن مصري أميركي حول الانتخابات.. وسارت المقابلة بشكل جيد".. وبعدها بدأ هاتف الجمسي في الرنين مع المزيد من الطلبات للظهور عبر الفضائيات الحكومية والخاصة على السواء. وانتقل الجمسي، وهو مدرس سابق للغة الإنكليزية من محافظة المنوفية في شمال مصر، إلى بروكلين في عام 1999، للتدرب في جامعة سانت جونز، على كيفية تدريس اللغة الإنكليزية كلغة ثانية. ومن أجل تدبير مصاريفه، شغل وظيفة متواضعة في سوبر ماركت أسوشيتد في مانهاتن السفلى. وتعليقاً على هذه الفضيحة، قال موقع "نجوم مصرية" أنه في ظل تلك الفوضى الإعلامية حدثت مفاجأة صادمة، تتعلق بشخص يسمى حاتم الجمسي اعتاد الظهور في القنوات الفضائية المصرية، وكذلك على صفحات المواقع الإلكترونية كخبير سياسي ومحلل للسياسة الأميركية، لكنه مجرد طباخ لا تؤهله وظيفته ولا دراسته لذلك، حيث كان يعيش في مصر في محافظة المنوفية قبل أن ينتقل للولايات المتحدة ويعمل في أحد المطاعم.