أكد باولو جينتيلوني رئيس مجلس الوزراء الإيطالي، أن الإتفاق الموقع منذ سنة 2012 بين تونسوإيطاليا حول الهجرة، لم يحقق نتائج مثمرة في الصائفة الفارطة، لكنه بدأ يحرز في الأسابيع الأخيرة نتائج هامة. كما أفاد جينتيلوني، خلال ندوة صحفية عقب اللقاء الذي أجراه اليوم السبت مع رئيس الحكومة يوسف الشاهد بقصر الحكومة بالقصبة، بأن تونسوإيطاليا اللتين تشتركان في وجهات النظر تعملان سويا على مكافحة الإرهاب والهجرة غير المنظمة. وبين أن إستقرار منطقة المتوسط وأمنها لا سيما في ليبيا يعتبر أبرز المشاغل المشتركة للبلدين، مبرزا الأهمية البالغة التي توليها إيطاليا والإتحاد الأوروبي لتونس ما بعد الثورة، باعتبارها تتوفر على إمكانيات إقتصادية كبيرة، مؤكدا في هذا الصدد، أهمية مشروع الربط الكهربائي بين تونسوإيطاليا، التي قال إنها من أبرز أولويات الإتحاد الأوروبي. من جهته، صرح رئيس الحكومة يوسف الشاهد، بأن زيارة رئيس مجلس الوزراء الايطالي، تهدف إلى تفعيل الإتفاق الممضى في 16 ماي 2012 بين تونسوإيطاليا قصد بناء شراكة إستراتيجية بين البلدين، وإرساء أليات تشاور منتظمة، بما من شأنه أن يرتقي بمستوى الشراكة الثنائية على جميع المستويات، ويعمق المشاورات بخصوص القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك. وأضاف أن هذه الزيارة، تعد كذلك مناسبة لمتابعة نتائج زيارة الدولة التي كان أداها رئيس الجمهورية الباجبي قايد السبسي إلى إيطاليا يومي 8 و9 فيفيري 2017، ولا سيما تقدم تنفيذ الإتفاقيات الممضاة بين البلدين خلال تلك الزيارة. ولاحظ أن العلاقات التونسية الإيطالية شهدت خلال السنوات الاخيرة ديناميكية هامة، تجلت بالخصوص في دعم المسار الديمقراطي في تونس، وتكثيف زيارات المسؤولين السامين، بالإضافة إلى تنسيق الجهود من أجل مواجهة التحديات الأمنية المشتركة ومقاومة الهجرة غير المنظمة. كما أبرز الشاهد، إلتزام البلدين المشترك لتعزيز التعاون الإقتصادي الثنائي، بما يساعد تونس على تجاوز تحدياتها الإقتصادية، عبر حث المستثمرين الإيطاليين على الإستثمار في تونس، لا سيما في ضوء ما تقره مجلة تشجيع الإستثمارات من إمتيازات. وعبر بالمناسبة، عن تقديره للدعم الذي توليه إيطاليا للإقتصاد التونسي، من خلال إلتزامها بتحويل جزء من الديون التونسية إلى مشاريع تنموية، والإتفاق الأولي لتمويل مشروع تنموي مندمج بجهة قبلي، باعتمادات مالية تبلغ 55 مليون دينار. وأكد في السياق ذاته، ضرورة حث الإيطاليين على إختيار الوجهة التونسية، خاصة بعد أن تم إتخاذ جميع الإجراءات الأمنية الضرورية لاستقبال السياح، وتأمين أفضل الظروف لهم خلال إقامتهم في تونس. وأفاد رئيس الحكومة من ناحية أخرى، بأنه تم التأكيد خلال محادثاته مع نظيره الإيطالي، على ضرورة تعزيز التعاون الثنائي في مجال الشباب والتعليم، لا سيما من خلال برنامج "إيراسموس المتوسط"، الذي يعتبر آلية جديدة للتعاون يهدف إلى دعم الحوار بين الحضارات وبين شباب منطقة المتوسط.