كتب الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي اليوم على الاثنين 12 أوت 2013 تدوينة على صفحته الرسمية تحمل عنوان "تعنت حركة النهضة يؤجج الأزمة"، قال فيها إن تعنت حركة النهضة في التسليم بفشلها وفي قبول الحل الذي يقتضيه إنقاذ البلاد من الكارثة المحدقة، بالرغم من الإجماع غير المسبوق لكافة القوى السياسية والمدنية والاجتماعية الفاعلة على ضرورة التغيير عبر إنهاء مهام المجلس التأسيسي وحل المؤسسات المنبثقة عنه والتعجيل بتشكيل حكومة إنقاذ وطني. فحتى حليفا حركة النهضة في الحكم أصبحا يشعران بالحرج ويطالبان، ولو شكليا وبانتهازية، بتغيير يشمل على الأقل، وبصيغة من الصيغ، الحكومة. واعتبر أن تذرّع قادة الحركة والترويكا عامة بالشرعية لا معنى له وهم ذاتهم يدركون ذلك لأن التفويض الذي منحه لهم الناخبون لا يتجاوز العام وقد تجاوزوه بكثير وحتى لو كان التفويض لم ينته فإن الفشل، لمن يفهم قواعد العمل السياسي الديمقراطي، كاف لوحده لتبرير رحيل من بيده الحكم. وفوق ذلك كله فإن مانح الشرعية، أي الناخب، من حقه أن يسحب التفويض الذي منحه، بالخروج إلى الشارع، إن اقتضى الأمر. وهو شكل من أشكال الديمقراطية المباشرة. وبين الهمامي أن ما يجعل حركة النهضة تسلك هذا السلوك الأرعن هو أنّها لا تريد ترك الحكم، كما أنّها لا تريد التفريط في التعيينات التي قامت بها في مختلف الوزارات وخاصة في وزارة الداخلية لأنها تمكّنها من التحكّم في مفاصل الدولة وتساعدها على تزوير الانتخابات إن تمّت إضافة إلى أنها قد تكون أصبحت تخشى المحاسبة عما اقترفته، خلال مدة حكمها، من جرائم على حساب الشعب, زد على ذلك ما لديها من التزامات إزاء حركة الإخوان العالمية... واعتبر الهمامي أن كل هذا يجعل رئيس حركة النهضة وجماعته يهددون ويتوعدون، ويصرحون بأن لا حل للمجلس التأسيسي وبأن لا تبديل للحكومة وبالتالي أن لا استجابة لمطالب الشعب الذي ثار لينعم بالحرية والعدالة الاجتماعية.وأشار الهمامي بالقول إن القوى الديمقراطية التي تتجمّع في جبهة الإنقاذ ليس أمامها من حل سوى مواصلة التعبئة الشعبية، لأنها اليوم الخيار الأسلم لمواجهة تعنت حركة النهضة واستبدادها وتصحيح المسار الثوري ببلادنا، وتحقيق الأهداف التي ضحى من أجلها الشهداء. إن النقمة الشعبية في ازدياد وهي ستزداد في القادم من الأيام بانتهاء شهر رمضان وعودة الحياة إلى حالتها العادية، ومن واجب جبهة الإنقاذ أن تحافظ على الحراك الشعبي الذي يتجسّم خاصة في اعتصام الرحيل بباردو وتطوّره وتؤطّره وترسم له خطة واضحة وتولي الأهمية اللازمة للحراك داخل البلاد أيضا. وأوضح الهمامي في ذات التدوينة أن نجاح القوى الديمقراطية في إنقاذ البلاد يتطلب منها الانكباب مباشرة على تقديم بدائلها الملموسة من خلال تقديم تصوّر عملي لحكومة الإنقاذ الوطني ولمهامها للف غالبية الشعب حولها وإفشال مناورات النهضة وحلفائها, وإلى ذلك فإن القوى الديمقراطية مطالبة بأن تتقدم بصفوف موحدة وأن تحذر من التصدع في هذا الظرف بالذات وهو ما تعول عليه «الترويكا » للخروج من أزمتها مرة أخرى بأخف الأضرار. وانتهى الهمامي في ختام حديثه بالقول إن تعنت حركة النهضة لن يزيدها إلا عزلة وهو سيقودها إلى الانهيار إذا عززت القوى الديمقراطية وحدتها ورسمت لنفسها وللشعب طريقا واضحة.