طريق بلا قافية .. أعوج الحرف .. لولبي المنعطفات.. خطواتي لا تتبع الإيقاع المتذبذب بين الحثيث و الوميض .. أترنح كسكير أثمتله أنفاس غادة تعبق سحرا شيطاني التأثير .. يدفعني الفضول إلى التقدم نحو تلك الهضبة المنبسطة.. أسرع فأتعثر في سنابل حلمي، أحصدها بأسناني كي تفرغ الدرب المملوءة حبا .. أجمعها أكياس ثأر و أرميها خلفي .. بدون آلتفاتة واحدة أدوس غضبي و أواصل سير السلحفاة في سباقها الغبي مع الأرنب النائم .. لا أصل رغم صهيل أقدامي المتعبة.. أنهكني السكون الزاحف إلى آضطراب أنفاسي .. توقفت للحظات بدت طويلة.. أوقدت لهائب العزم بكلمات سوداء نظمها القنوط من ماضي الدعة و الآستكانة إلى الأسر في سجن التقاليد القبيح .. ذلك الضوء الآتي من حيث لا يبلغه بصري ، يبدو ساطعا و مغريا للوصول .. كأنه بوابة سحرية قدت من أحلام العاشقين و هلوسات الحالمين.. صارعت ضعف حيلتي و بوادر اليأس التي بدت على ملامح وجهي المتعرق.. خطوت بعزم آمرأة تتحرق شوقا إلى زائر ليلي يصنع من قبلاتها عقدا فضيا لا يخلعه إلا في سبيل آختراقها.. عاندت السبيل الأعرج هزني يمنة أعادني يسرة.. يممت صوب الصوت الصدئ أعزفه لحنا جديدا، أغنيه على أوتار قلب أينع في حضرة الغياب .. قدمي تؤلمانني و الجواد الأرعن الذي كان يجرني سقط مكبلا بالإعياء منذ الحلم الأول .. حذائي أورمه الصعود و النزول .. آنتفخ وجعا ضخ كل الآلام في أوردتي . و لم أبلغ بعد نهاية الطريق الملعونة.. و كأنها لا تنتهي أو كأنها لم تبتدأ أو كأنني لم أتزحزح من موضع القعود الأول .. و كل هذا العراك القائم بين أخاديد الممر ليس إلا وهما سابحا في مخيلتي.. و آهتديت أخيرا إلى ظل فكرة سحبت من تحت رجلي إرهاق المسير .. آرتميت طفلة منكوبة على الجذع النابت حرا فوق الأرض و نمت .. متعبة .. سعيدة .. آنهارت تلك الثائرة صمتا و سكنت إلى نبض القلب يجتمع في بقعة نائية عن الهلوسات .. هدأت أنفاسها.. آستعادت وعيها بالثواني المنكوبة في حضرة شرودها.. عاودتهاالرغبة في السير من جديد إنما الجسم المستلقي في دعة يأبى إطاعتها و يحتج مستنكرا أوامر عقلها المكتظ آشتغالا بالحياة يحسب حساب قادم أيامها .. ينفيها عن المتعة و يسلسل طيش أفكارها.. هل بلغت منية القدم ؟؟ هل ذلك الخيط الندي الذي يقسم زرقة السماء هو خط الوصول ؟؟ هل طارت ؟؟ نظرت إلى يديها الجناحين رفعتهما في دهشة طفلة و أنزلتهما إليها في مشهد بطيء مضحك، تقنع عينيها بزيف المشهد و لهو الخيال .. لفحت الشمس جلدها تحرق سمرته و تذيبه شوقا إلى حرارة شفتيه.. تلك القبلة المحمومة أيقظتها من سباتها الطويل :" حبيبتي، لقد وصلت "..