انطلقت منذ اكثر من شهرين المفاوضات الماراطونية بين المنظمات الأربع الراعية للحوار والاحزب السياسية بالبلاد للوصول الى حل للازمة التي تمر بها وتقدمت المنظمات الراعية لحوار في بادئ الامر بمبادرة لحل الازمة ولكنها كانت محل مزايدات من الترويكا وعلى راسها حركة النهضة استوجبت ولتجاوز كل الإشكالات والفهم الخاطئ وضع المنظمات لخارطة طريق دعت الجميع للالتزام بها. وهنا تجدر الاشارة الى ان الامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل حسين العباسي قد اتهم منذ ايام خلال ندوة صحفية حركة النهضة بانها تعطل المسار ولم تعلن صراحة عن قبولها بخارطة الطريق التي تقدمت بها المنظمات الراعية للحوار وعزم اتحاد الشغل على تنفيذ ضغوط متنوعة تبتدأ بتحركات في الشوارع في مختلف ولايات الجمهورية لاجبار النهضة على القبول بخارطة الطريق ويبدو ان الامر تطور اول امس حيث عقد العباسي اجتماعا مع راشد الغنوشي ومصطفى بن جعفر تم على اثره اعلان المنظمات الراعية للحوار ان حركة النهضة قبلت رسميان الدخول في مفاوضات وفق خارطة الطريق ولكن تفاجئنا بعد ذلك بنص الموافقة الممضى من الغنوشي يؤكد فيه قبول النهضة بمبادرة رباعي الحوار دون التنصيص على القبول بخارطة الطريق وهنا يطرح السؤال : هل ان النهضة وافقت على مبادرة رباعي الحوار كما جاءت في مرحلة اولى ولم تقبل بخارطة الطريق الضبوطة ؟ وكما هو معلوم فاذا ما قبلت حركة النهضة بمبادرة رباعي الحوار فان الحكومة الحالية ملزمة بتقديم استقالتها ويتم التوافق على شخصية وطنية مستقلّة تكلّف بتشكيل حكومة كفاءات في غضون أسبوع على أن تكون محايدة ومحدودة العدد وتتكوّن من شخصيات مستقلّة يلتزم أعضاؤها بعدم الترشّح إلى الانتخابات القادمة ولكن المفاجئة الثانية هي اعلان رئاسة الحكومة امس عن عدم استعداد الحكومة للاستقالة. "الصباح نيوز" طرحت السؤال على الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل بوعلي المباركي والذي اوضح لنا انه لا فرق بين خارطة الطريق والمبادرة حيث ان التسمية فقط تغيرت ولكن المحتوى متفق عليه بين الجميع واضاف ان الحكومة الحالية مطالبة باعلان استقالتها عندما تنطلق اولى جلسات الحوار الوطني وتكتفي فقط بتصريف الأعمال. وفيما يتعلق بانطلاق الحوار الوطني قال المباركي ان مفاوضات جارية مع الاحزاب للاتفاق على يوم محدد ينطلق فيه الحوار الوطني وربما ينطلق الأربعاء او الخميس. تجدر الإشارة الى ان "الصباح نيوز" حاولت عديد المرات الاتصال بعدد من القياديين بالنهضة للاستفسار عن الموضوع ولكننا لم نجد الرد وحتى ان الملحق الصحفي لم نتمكن من الاتصال به.