أثارت الزيارة المفاجئة التي قام بها مساء أمس الخميس 16 أفريل 2020 رئيس الجمهورية قيس سعيّد إلى عدد من معتمديات ولاية القيروان تعليقات عديدة من ناشطين سياسيين ومدنيين في تونس كما أثارت جدلا أقرب إلى السخط على مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الفايسبوك. فقد اعتبر العديد أن المفارقة الكبرى تكمن في أن رئيس الجمهورية هو من أمر بفرض خظر الجولان وبتطبيق إجراءات صارمة للحجر الصحي العام، نجده هو نفسه من يخرق هذه القواعد والحال أنه دعا في أكثر من مناسبة إلى ضرورة تطبيق الحجر الصحي العام وتكريس قاعدة التباعد الاجتماعي. غير أن مقاطع الفيديو التي تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت تدافعا كبيرا بين عشرات المواطنين على الأقل إنْ لم نقل المئات من معتمديات هذه الولاية الداخلية التي تأوي عائلات عدة ذات وضعيات هشة. فأنستهم زيارة رئيس الجمهورية مسألة التباعد الاجتماعي وخطر عدوى كورونا محاولين التقاط ما تيسر من "معونات رئيس الجمهورية" التي حملها معه في جنح الظلام على طريقة "الفاروق" عمر بن الخطاب الذي قيل فيه "عدلتَ فأمنتَ فنمتَ". فهل يقدر رئيس الجمهورية على النوم بعد حادثة البارحة لو خصل وتفشى الوباء لا قدر الله بسبب تلك الزيارة وما تسببت فيه من تدافع غير محسوب. الحادثة الأخرى هي ما اتفق الفايسبوكيون على تسميتها بحادثة "عظمة رويحة". فالمواطن كريم "رويحة" تسلم البارحة من رئيس الجمهورية وسط حضور جماهيري غفير وتعزيزات أمنية مكثفة، طردا يحتوي على مواد غذائية بعد أن أعلمه أن عشاءه "بيضة" فقط. وتناقلت مقاطع الفيديو تسليم "رويحة" بيضة لرئيس الجمهورية في غفلة على ما يبدو من عناصر الأمن الرئاسي الذين كانوا بين المتدافعين معرّضين حياتهم للخطر. وسُمعت في تلك المقاطع أصوات بعض عناصر الأمن المرافق لرئيس الجمهورية تبحث عن المدعو كريم رويحة الذي سلّم بيضة للرئيس. والرئيس كان يبحث عنه على ما يبدو ليردّ له "الجميل" ويسلمه في مقابل البيضة مساعدة عينية. هذه الواقعة أثارت استهجان الكثير وأثارت عديد التعليقات وطرحت عديد التساؤلات حول دور المستشارين الذين يعملون مع رئيس الجمهورية وحول طبيعة علاقتهم برئيس الجمهورية.