سلط التوتر الذي تشهده شبه الجزيرة الكورية الضوء على دور شيقية زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في الساحة السياسية، وسط تكنهات بأنها قد تخلف أخاها. وكانت كوريا الشمالية أنشأت قبل يومين مكتب اتصال مشترك أقيم في مدينة حدودية، في إطار اتفاق أبرمه زعماء البلدين عام 2018، بعد أحدث حلقات التوتر بسبب منشورات دعائية يرسلها منشقون إلى كوريا الشمالية من جارتها الجنوبية. وحاولت كوريا الجنوبية تهدئة الأوضاع بعرض إرسال مبعوثين لها إلى الجارة الشمالية، لكن الرفض جاء على لسان كيم يو جونغ شقيقة الزعيم المثير للجدل. ونقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية أن شقيقة الزعيم، وهي أيضا مسؤولة بارزة في الحزب الحاكم، "رفضت على نحو قاطع الاقتراح البغيض والشرير". بداية الظهور لم تظهر كيم يو جونغ على الساحة السياسية الدولية إلا في 10 فبراير 20218، بحسب تقرير لشبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية، عندما شاركت في حفل افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية. واعتبرت الشبكة أن تلك المشاركة "كانت أولى خطواتها لتصبح سياسية قوية كما أراد والدها أن تكون". وبخلاف ما يعتقده البعض، لم يكن هذا الظهور رمزيا، بل اكتسب أهمية كبرى، فالابنة أول فرد في العائلة الحاكم بكوريا الشمالية تطأ أراضي الجارة الجنوبية منذ نهاية الحرب الكورية. وفي اليوم التالي، زارت كيم يو جونغ البيت الأزرق، مقر الحكم في كوريا الجنوبية، الذي كان يعتبر "قيادة سلطة العدو" في بلادها، وأجرت محادثات مع الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه إن. ذكية ومهذبة ونقلت "سي إن إن" عن برلماني كوري جنوبي وقائد سابق للجيش، انطباعه أن كيم الابنة "ذكية وسريعة التفكير. مهذبة في حديثها لكن تبرز موقفها بوضوح". وشارك هذا البرلماني في 4 اجتماعات مع السياسية الكورية الشمالية، مؤكدا أن "ثقتها بنفسها بدت كبيرة". وظهرت كيم يو جونغ وكأنها جوهر دعاية كوريا الشمالية لرسم صورة مغايرة لتلك العالقة في أذهان الكثيرين، عن بلدها الشيوعي المنعزل. كما مهدت الطريق في العام ذاته من أجل عقد القمة التاريخية بين شقيقها الأكبر كيم جونغ أون ورئيس كوريا الجنوبية. ومع مرور الوقت، بدا أن كيم يو جونغ تولت مسؤولية العلاقة الحساسة مع الجارة الجنوبية، وباتت ثاني أقوى شخصية في كوريا الشمالية، لا يعلوها سوى شقيقها الأكبر.