كشف باحثون أن الحالات الشديدة من فيروس كورونا الجديد يمكن أن تؤدي إلى اضطراب مناعي ذاتي نادر يضعف العضلات. وفي تقرير حالة نُشر في دورية Annals of Internal Medicine، شخص الأطباء ثلاثة مرضى ليس لديهم تاريخ من الاضطرابات العصبية، بالإصابة بالوهن العضلي الشديد بعد الإصابة ب"كوفيد-19". وبدأت أعراض مثل تدلي الجفون وصعوبة البلع، تظهر على المرضى بعد نحو أسبوع من ظهور الحمى المرتبطة ب"كوفيد-19"، المرض الناجم عن فيروس كورونا. ويقول فريق البحث من مستشفى غاريبالدي في كاتانيا بإيطاليا، إن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها الإبلاغ عن حالة تربط بين الفيروس والاضطراب. ووقع ربط الهزات والنوبات وضعف الوعي، ومشاكل الجهاز العصبي الأخرى، في السابق بحالات "كوفيد-19" الشديدة، وفي بعض الحالات، يبدو أن الفيروس يخدع الجسم لمهاجمة الدماغ عن طريق تحفيز جهاز المناعة لإنتاج ما يسمى بالأجسام المضادة الذاتية. وتستهدف هذه البروتينات المناعية عن طريق الخطأ أنسجة أو أعضاء شخص ما وتهاجمها بدلا من مسببات الأمراض. ويحدث الوهن العضلي الوبيل (وهو اضطراب عصبي عضلي مناعي ذاتي)، عندما تهاجم الأجسام المضادة الوصلات العصبية بالعضلات، وتصبح عضلات الهيكل العظمي التي تنطوي على التنفس وأجزاء متحركة من الجسم ضعيفة بعد النشاط. وتشمل الأعراض صعوبة الكلام وصعوبة رفع الأشياء الثقيلة وتدلي الجفون والصعوبة في التنفس أو البلع، وتؤثر الحالة في واحد من بين 2500 شخص إلى واحد من بين 200 ألف شخص، وفقا للمركز الوطني لتطوير العلوم الانتقالية. وقال الباحثون إن الوقت من الإصابة بالفيروس التاجي إلى بداية أعراض الوهن العضلي الوبيل "يتوافق مع الوقت من العدوى إلى الأعراض في الاضطرابات العصبية الأخرى التي تسببها العدوى". وأشاروا إلى أن النتائج تضاف إلى "الأدلة المتزايدة على اضطرابات عصبية أخرى مع آليات المناعة الذاتية المفترضة بعد ظهور "كوفيد-19".