"رفعا لكل التباس وتصحيحا لما تناقلته بعض المواقع الإلكترونية، توضّح وزارة الداخلية أنّه تبعا لمعلومات توفّرت لدى المصالح الأمنية خلال الأسبوع الماضي حول اعتزام بعض الأشخاص القيام بعمل إرهابي، تم استنفار مختلف الوحدات الأمنية بكامل تراب الجمهورية مما مكّن من إلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي وثلاثة آخرين ليلة الخميس وصباح الجمعة 10 و11 ماي 2012 بصفاقس وتونس ولم تكن بحوزتهم أية أسلحة أو مواد متفجرة. وقد أظهرت النتائج الأولية للتحقيق أنّ المشتبه به الرئيسي وهو عون بالحرس الوطني كان يعتزم مغادرة البلاد في اتجاه دولة شقيقة بغرض تلقّي تدريبات عسكرية ولم تكن لديه نيّة القيام بأي اعتداء داخل تراب الجمهورية. وتم بالتنسيق مع النيابة العمومية الاحتفاظ بالمشتبه به الرئيسي وأحد شركائه في ما أبقي الآخران بحالة سراح على ذمة التحقيقات التي لا تزال جارية. وتشير وزارة الداخلية إلى أنّ التأخّر في الإعلام بهذا الموضوع يرجع إلى حرصها على نجاح عملية الإيقاف وضمان سريّة الأبحاث ونجاعة التحقيق." هذا ما جاء في الموقع الرسمي لوزارة الداخلية على فايسبوك منذ قليل وبالتحديد على الساعة 17.46 كرد "شبه رسمي". وجاء هذا الرد على ما انفردت صحيفتنا الالكترونية "الجريدة" بنشره صباح اليوم (الساعة 10.40) تحت عنوان: "خاص: عون من الحرس الوطني حاول تفجير نفسه في كنيس الغريبة بجربة". ما نشرته وزارة الداخلية وان كان يتضمن في طياته اعترافا بصحة الخبر المنشور رغم أن الاعتراف جاء مغلفا ومنمقا، فان التساؤل يطرح حول اسباب التعتيم وعدم اعلام المواطنين بحقائق ما يجري في البلاد وهو امر لا يختلف في شيء عن ما كان يقوم به النظام السابق.ولولا انفراد "الجريدة" بنشر المعلومة لما بادرت وزارة الداخلية بنشر بعض تفاصيل هذه الحادثة ولواصلت التعتيم والتأكيد على أن كل شيء "لاباس". كذلك للبلاغ زاوية أخرى وهي أن "الجريدة" مصدر خبر وتعمل بحرفية وحيادية واستقلالية. وباتت اليوم من أكثر المواقع ووسائل الاعلام التونسية حرفية ومصدر معلومات رغم التضييقات الممارسة عليها وعلى غيرها من وسائل الاعلام. ومرة أخرى تكون "الجريدة" مصدر المعلومة والخبر الذي غاب عن غيرها من وسائل الاعلام الوطنية والاجنبية. ورغم بلاغ وزارة الداخلية غير الواضح فاننا نؤكد مرة أخرى أن عون الحرس كان يحمل حزاما ناسفا وأن ما كشفه هو الارسالية القصيرة التي بعث بها الى والدته. ونذكر قراءنا بالخبر الذي انفردنا بنشره صباح اليوم: "علمت ''الجريدة '' من مصادر جديرة بالثقة ان وحدات خاصة من قوات الأمن ألقت القبض يوم الخميس الفارط 10 ماي 2012 على عون من الحرس الوطني يحمل حزاما ناسفا كان بصدد الإستعداد لتفجير نفسه ب''كنيس'' ''الغريبة'' بجربة. ووفق مصادرنا فإن هذا العون الذي ينتمي لسلك الحرس الوطني والذي تم انتدابه للعمل منذ سنة أرسل رسالة الكترونية عبر هاتفه الجوال لوالدته أخبرها فيها عن نيته الإستشهاد في سبيل الله وطلب منها المغفرة والصفح فما كان من والدته من حل الا ابلاغ السلطات الأمنية بالرسالة ، فتم اتخاذ الإجراءات الفورية في شأنه واستطاع عدد من أعوان الوحدات الخاصة القاء القبض عليه قبل وصوله الى ''كنيس'' ''الغريبة'' وقاموا بتجريده من الحزام الناسف والتحقيق معه حول الجهة التي ينتمي اليها. ولا يزال التحقيق معه متواصلا في انتظار الكشف عن كامل تفاصيل مؤامرة تفجير ''كنيس'' الغريبة بجربة"