عقد مساء أمس رئيس الحكومة حمادي الجبالي اجتماعا بمختلف قوى المعارضة المتواجدة صلب المجلس التأسيسي أو أحزاب "الصفر فاصل" كما يروق للبعض تسميتهم اجتماع جاء تحت راية العلم الوطني والعمل لفتح مجال أمام الحوار الحر لما فيه خير لتونس بلد الجميع وبعيدا عن الإيديولوجيات و هو ما أكده الناطق الرسمي و وزير حقوق الإنسان في الحكومة المؤقتة سمير ديلو. اجتماع جاء على خلفية عودة رئيس الحكومة حمادي الجبالي ووزير الخارجية رفيق عبد السلام و الشيخ راشد الغنوشي من مؤتمر دافوس بوعود دون إنجازات في ظل انتقادات كبرى للحكومة حول الحريات الفردية و التعدي الأخير الذي شهده عدد من الإعلامين و الحقوقيين . إلا أن للقارئ في المشهد السياسي أن يلاحظ أن الاجتماع اكتسى ثوبا سياسيا لا حكوميا خاصة مع تواجد الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة وهو ما يذكرنا بمشهد المشاورات التي تمخض عنها ائتلاف الترويكا الحاكمة بين النهضة وحلفيها التكتل والمؤتمر. و هو ما يحلنا أيضا لنداء الباجي قايد السبسي الداعي لعلاقة توافقية بين الأحزاب لتكون المرحلة القادمة مرحلة توافقية و انتقالية لتخرج بتونس من عنق الزجاجة و هو ربما يكون إقرار ضمني من قبل الترويكا بعد القدرة على قيادة المرحلة بمفردها. اجتماع ليلة أمس رسم على وجوه المتواجدين ابتسامات واضحة ربما مصدرها التوصل لحلول جذرية من شأنها تقديم تنازلات بشكل أو بآخر بيد أن الحلول ليست بيد الأحزاب وإنما بيد شعب لم يقوده أي حزب في انتفاضته الأخيرة بل هو من قاد الأحزاب وجعلها تقر عن بكرة أبيها أن الحرية كل الحرية للشعب والولاء كل الولاء للوطن. شعب جعل من بعض الأحزاب اليسارية تقر بثورة بلا قائد رغم أن الفلسفة اليسارية لا تقر بذلك ومع الإشاعات المتسربة حول تحويرات وزارية في أيام قليلة قادمة تبقى لمثل هذه الاجتماعات دلالات ربما تبشر بائتلافات جديدة تعطي الساحة السياسية التونسية نفسا جديدا ربما يكون أفضل من شاهده مع الترويكا الصامتة.