الجريدة: نزيهة التواتي حمزة علقت الحقوقية والاستاذة الجامعية رجاء بن سلامة على تصريحات عمر صابو والتي دعا فيها الباجي قايد السبسي رئيس حركة نداء تونس إلى عدم الترشح للانتخابات الرئاسية بسبب مرضه وكره في السن. واعتبرت بن سلامة في تعليق كتبته على صفحتها الخاصة على ''فايس بوك'' ان استعمال السّيد عمر صحابو لحجّة الشيخوخة والمرض في رسالته إلى الباجي قايد السبسيّ، التي يطالبه فيها بعدم التّرشّح إلى الانتخابات الرئاسيّة القادمة، فيها نوعا من الّسينيزم الذي أراه متناقضا مع الأخلاق السّياسيّة'' وكتبت بن سلامة: ''ضدّ استعمال حجّة الشّيخوخة أو المرض في السّياسة رفضت سابقا توقيع عريضة تطالب بعرض الرئيس المؤقت، المنصف المرزوقي، على الفحص الطّبّيّ النّفسيّ، لأنّني أدرك أنّ هذه الحجّة لا معنى لها، وسبق أن استعملتها الحركات الفاشيّة لتصفية الخصوم، بدل التّنافس معهم سياسيّا. ثمّ إنّ حجّة المرض إضافة إلى حجّة الشّيخوخة تندرجان في إطار فلسفة لا تحترم الكائن البشريّ، بما هو ذات وفكر، وتختزل الإنسان في بعده البيولوجيّ. وهذه الفلسفة غير بعيدة عن إيديولوجيّات الفكر اليميني المحافظ التي يصل بعض منظّريها إلى تبرير اغتصاب النّساء، بتعلّة وجود تفوّق بيولوجيّ للرّجال على النّساء. فالكائن البشريّ تصنعه الثّقافة ولا يمكن أن يختزل في جسده المحدود ضرورة مقارنة بفكره وشوقه، ولذلك قد تجد شيخا أنشط من الكثير من الشباب، وقد تجد امرأة طاعنة في السّنّ تفوق بناتها في توقّد الفكر وفي التوق إلى الحرّيّة وحتّى في التّمسّك بالحياة. وانطلاقا من التّحليل النّفسيّ تحديدا، يمكن أن أضيف ما يلي : 1-لا يوجد شخص سليم تماما من الأمراض. إلى حدّ أنّ من يعتبر "عاديّا" من وجهة نظر طبّيّة نفسيّة هو "عصابيّ" من وجهة نظر التحليل النفسيّ. كلّنا "مصابون" على نحو من الأنحاء بالأمراض التي تفرضها المنزلة البشرية. 2-هناك زعماء ومفكّرون كبار وفنّانون كانوا ذهانيين، أي مرضى نفسيّيّ، بالمعنى الطّبّي النفسيّ، ولم يمنعهم ذلك من أن يكونوا عباقرة وعظماء. لكلّ هذه الأسباب، أجد في استعمال السّيد عمر صحابو لحجّة الشيخوخة والمرض في رسالته إلى الباجي قايد السبسيّ، التي يطالبه فيها بعدم التّرشّح إلى الانتخابات الرئاسيّة القادمة، أجد فيها نوعا من الّسينيزم الذي أراه متناقضا مع الأخلاق السّياسيّة كما دافع عنها ويدافع عنها الأستاذ صحابو نفسه. أقتصر هنا على مناقشة هذه الحجّة البيولوجيّة، لأنّ المسألة مبدئيّة بالنّسبة إليّ. أمّا النّواحي السياسيّة لهذه الرّسالة، فقضيّة أخرى أفضّل عدم الخوض فيها الآن