الجريدة: متابعة فاتن العيادي شهد اجتماع مجلس شورى "النهضة" المنعقد أمس مشاحنات واحتجاجات كبيرة بين قيادة الحركة وبين قيادات اعتبرت أنه تم منعها من الترشح إلى الانتخابات التشريعية دون موجب. وأوردت صحيفة "العرب" اللندنية نقلا عن مصادر مقربة من حركة النهضة أن توترا ساد أجواء الاجتماع الذي كان مخصصا لحسم ملف من ستدعمه الحركة في الانتخابات الرئاسية، لكن تغير ذلك مع طرح موضوع صلاحية قيادة الحركة في فرض رؤساء قائمات وأشخاص غير معروفين على المكاتب المحلية للتنظيم.
وأبدى قياديون بارزون غضبهم حول تمسك النهضة بتحييد قيادات تاريخية لديها إشعاع في المناطق وتعويضها برجال أعمال لم ينتموا للتنظيم وبعضهم لا يتعاطف مع الحركة، أو فرض شبان صغار لم يختبروا في النضال وتفضيلهم على من سجن وطرد من وظيفته في فترة حكم بن علي، وحاولت قيادة التنظيم امتصاص حالة الغضب وتقديم مبررات لاختيارها، لكن موقفها بدا ضعيفا ومرتبكا خاصة في ظل اتهامات صدرت عن بعض أعضاء المجلس بأن الحركة تعقد صفقات غامضة ولا تقيم وزنا لمجلس الشورى باعتباره المرجعية الأولى في التصديق على الخيارات الكبرى أو رفضها. وقد تخلت حركة "النهضة" عن أكثر من نصف أعضاء كتلتها في المجلس التأسيسي من بينهم الصادق شورو والحبيب اللوز ونجيب مراد وعبدالمجيد النجار، وقدمت قائمات يغلب على الأسماء المتضمنة لها صفة "التكنوقراط" والبراغماتيين، واعتبر منتسبون سابقون للحركة إن النهضة تحاول إرضاء جهات خارجية وطمأنتها من خلال التخلي عن مناضليها "أيام الجمر"، وإن هذا التوجه لا يخضع لمصادقة مجلس الشورى وإن وضع الخطط يكون في سرية تامة وبين دائرة ضيقة من القيادات ويتم التسويق له إعلاميا وكأنه موقف جماعي يتخذ بشكل ديمقراطي. وحسب ذات المصدر فإن من أبرز الغاضبين على خيارات النهضة، الأمين العام السابق للحركة حمادي الجبالي الذي لوح لرئيس الحركة راشد الغنوشي ب"الانشقاق" و"قيادة تيار يعمل على وضع حد لغطرسة القيادة المركزية ، وتعمقت "الخلافات التي تشق الحركة خلال الأسابيع الماضية لتتحول إلى نوع من الانتفاضة وفق تصريح لقيادي في الحركة رفض الكشف عن هويته، مضيفا أن حمادي الجبالي "هدد ب"الانشقاق" و"قيادة تيار من المعتدلين داخل الحركة يؤمن بالانفتاح على مختلف القوى السياسية بما فيها اليسارية والعلمانية، وهو تيار يدعم ترشح الجبالي للانتخابات الرئاسية". وهدد الجبالي أيضا ب"إعلان ترشحه لرئاسة الجمهورية دون انتظار تزكية الغنوشي أو الرجوع إلى القيادة المركزية التي زجت بالحركة في أتون أسوأ أزمة سياسية مند تأسيسها عام 1981". وكان الغنوشي اعترض على ترشح الجبالي لرئاسة الجمهورية كشخصية سياسية مستقلة مما أثار غضب الجبالي الذي "يعتكف" حاليا في مسقط رأسه بمدينة سوسة مقاطعا نشاط الحركة ومؤسساتها وفق ذات الصحيفة.