الجريدة: متابعة فاتن قام فريق علمي من المعهد الوطني لعلوم وتكنولوجيا البحار خلال أيام 11 و 12و 13 و 14 سبتمبر على إثر نفوق العديد من الأسماك الميتة بسواحل لمطة بمعاينة كل المنطقة لمعرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الظاهرة. وتمّ رفع عينات من الماء من عدة نقاط قصد التحليل الكيميائي والجرثومي بمخابر المعهد وإستقصاء معلومات عن هذا الوضع مع عديد الأطراف وخاصة البحارة الموجودين على عين المكان . وبينت المعاينة الميدانية حسب ما ورد في التقرير حول حادثة نفوق الأسماك ببعض المناطق من خليج المنستير ،وجود أسماك وقشريات ميتة بكميات متفاوتة على الساحل وخاصة بجانب ميناء قصبية كما لاحظنا تغيرا للون مياه البحر التي مالت إلى البياض والتي لوحظت في عرض البحر (على قرابة الخمس مئة متر من الساحل)، كما أن ظاهرة المياه البيضاء تواصلت عدة أيام متزامنة مع حركة المد. وقد لوحظت هذه المياه إبتداء من سواحل خنيس (من أمام المسلخ البلدي) إلى حدود معهد صيادة و رافقتها إنبعاثات لغازات كريهة كغاز كبريت الهيدروجين وعبر العديد من البحارة عن إستيائهم من التدهور البيئي الحاصل بالجهة وعلى التكرار الدوري لنفوق الأسماك وأفادوا بوجود العديد من الأسماك الميتة داخل البحر . وبينت التحاليل الفيزيوكيميائية أن حرارة مياه مرتفعة نسبيا التي تميز الأماكن قليلة العمق في حين أن المعدل العادي هو قي حدود 28.5 درجة وإرتفاع درجة تكدر المياه مع وجود كميات هامة من الأمونيوم والنيتريت في جل المحطات مما يدل على إضطراب في دورة الأزوت نتيجة عدم وجود الأوكسيجين كليا أو بكميات كافية، أما التحاليل الجرثومية فقد بينت التحاليل البكتريولوجية وجود نسبة مرتفعة من الجراثيم مما يدل على تواجد المواد العضوية التي تتطلبها البكتيريا للنمو بقدر كافي في مياه البحر. ومن المرجح استنادا إلى المعاينة والتحاليل الأولية أن يكون سبب النفوق هو الإنعدام الكلي للأوكسجين مما ينتج عنه تشكل ظاهرة المياه البيضاء والتي تتأتى عند التحول اللاهوائي للمواد العضوية مما يكسب الماء اللون الأبيض. وتحدث هذه الظاهرة عند تلاقي ظروف ملائمة مثل وجود أماكن قليلة العمق وهوالحال بالمنطقة و وجود كميات كبيرة من المواد العضوية في المياه والرواسب، و درجات حرارة مرتفعة.... وقد تم تسجيل ظاهرة نفوق الأسماك والكائنات البحرية عديد المرات وهو نتيجة لتراكم النفايات الملقاة في البحر والطبيعة البحرية للمنطقة ، وتستوجب هذه الحالة التفكير الجدي في تحويل مصبات النفايات المنزلية إلى مكان أخر كإحدى السبخ أوإستعمالها للري.