في عين جلولة مدينة المياه والعيون(30 كلم غرب القيروان)، تتواصل مشاكل المياه العذبة. لم يكف بحيرتا الحروق والكوكات بالجهة ما فيها من تجاوزات، حتى طرأت عليها معضلة صحية وبيئيّة وهي نفوق الأسماك. تم منذ سنوات الفصل بين بحيرتي «الحروق» و»الكوكات» بعمادة عين جلولة لتتحول أكبر بحيرة في ولاية القيروان، من مصدر للمياه العذبة التي تزود المنطقة بمياه الشرب والري، وتحقق التوازن البيئي بالجهة، الى أكبر مصدر للمشاكل البيئية. بحيرة الحروق طمرها الطمي (التراب) وعلت فيها النباتات الطفيلية واصبح للخنازير مرتع وصولات تثير خوف المزارعين وخراب المزارع. أما بحيرة «الكوكات» التي فاضت خلال موسم الأمطار السنة الفارطة وكسرت الجسر في محاولة من المياه لاستعادة موقعها القديم، فقد طرأ عليها مشكل بيئي وصحي طارئ.
حيث أصاب الذعر، السّكان المقيمين بالقرب من بحيرة وادي الكوكات عندما تفاجؤوا بوجود كميات من الأسماك النافقة على ضفاف البحيرة. ولم يعرفوا سبب نفوقها الشيء الذي ادخل عليهم الذعر والخوف نظرا لكونهم يستعملون المياه للري والشرب أحيانا لهم ولماشيتهم. حيث لاحظوا تغيرا في لون ماء البحيرة مع روائح كريهة وتحدث المواطنون عن انقطاع مياه الشرب واضطرارهم لجلب المياه من قرية جلولة القريبة.
فرضيات في انتظار التحاليل
تم اعلام الجهات المعنية (مندوبية الفلاحة) فتم أخذ عينات من الماء والأسماك والتربة من أجل تحليلها في مخابر مختصة تابعة لوزارة الفلاحة، قصد التعرف الى أسباب هذه الظاهرة البيئيّة. وفي تصريحه لاذاعة «صبرة» في برنامج تنشطه الصحفية سعيدة الجلاصي، قال الدكتور رضا مرابط، مدير معهد تكنولوجيا البحار، انّ مندوبية الفلاحة بالقيروان اتصلت به لتعلمه بالمشكل منذ أيام قليلة وقال انّه تم تكليف باحثة مختصة في المجال وتكليف طبيب بيطري من جهة القيروان من أجل أخذ عينات وتحليلها قصد التوصل الى سبب نفوق الأسماك.
واعتبر الدكتور المرابط أن نفوق الأسماك لا يعدّ ظاهرة فريدة في تونس ولا في العالم. وتعود الأسباب الى عدة فرضيات منها التلوث او ارتفاع الحرارة ونقص الأوكسيجين وهي حالة وقتية لا تطول. والسّبب الثاني هو تكاثر طحالب مجهرية سامة لأسباب بيولوجية او كيميائية. واعلن عن فرضية حصول ذلك في بحيرة الكوكات. الى جانب فرضية القاء فضلات أو مواد كيميائية نتيجة نشاط فلاحي جرّاء استعمال الأدوية. او تسرّب للسموم، أفضت بالتالي الى نفوق الأسماك وبين انه من السّابق لأوانه الحديث عن سبب من الأسباب. مشيرا الى انه من بين الأسباب هو ضعف منسوب المياه.
ونصح بعدم استهلاك الأسماك الموجودة في البحيرة، ضمانا لصحة المواطن، الى حين صدور نتائج التحليل. كما طلب ايقاف التزود من المياه قصد الشرب والتخزين قائلا «هي خطر كذلك على الحيوانات». وقال ان هذه الظاهرة حصلت في عديد البحيرات الجبلية بكامل تراب الجمهورية. مبينا ان أسباب نفوق الأسماك يحتاج الى تقص.