نشرت صحيفة "التونسية "أول أمس على صفحتها الأولى صورة للاعب التونسي الناشط بريال مدريد الاسباني صحبة عارضة الأزياء قد ... تكون صديقته . وقد تضاربت الآراء في خصوص نشر مثل هذه الصور بين مساند مستند إلى "حرية التعبير" و"حربة الإبداع" وبين رافض بصفة قطعية باعتبار ان تلك الصور تخدش الحياء وتسيء الى الذوق العام. وكانت النتيجة التي لم نتوقعها وهي انه تم في نفس اليوم إيقاف مدير الصحيفة الزميل نصر الدين بن سعيدة الذي أحيل أمس الى قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة وهو بحالة إيقاف. هذه الحادثة لا يجب ان تمر في الخفاء لأنها تهمنا نحن معشر الصحافيين مهما بلغت درجة الاختلاف او الخلاف بيننا. فبصفة مبدئية نرفض نشر مثل هذه الصور التي تستفز مشاعر الناس سلبا وإيجابا (وافهموها مثلما شئتم) خاصة ان "جرح نسمة" لم يندمل بعد... وخاصة أيضا لان نشر تلك الصور في هذا التوقيت يفتح أبواب التأويلات بالذات وفي هذا الظرف بالذات. ومن ناحية مبدئية أيضا نرفض رفضا قاطعا أن يسجن أي صحافي مهما كانت التبريرات فحسب القانون العام وقانون الصحافة القديم والجديد فان الجهات التي رأت في نشر الصورة ضررا بإمكانها تقديم شكوى الى النيابة العمومية التي تفتح بحثا في الغرض ثم ترسل دعوة رسمية الى مدير الصحيفة للتحقيق معه وهو في حالة سراح إلا إذا رأى وكيل الجمهورية او قاضي التحقيق عكس ذلك . وكما يمكن يمكن لقاضي التحقيق ان يحفظ الملف او ان يحيله الى المحكمة ودائما بحالة سراح، أما وقد تم إيقاف الزميل على خلفية نشر تلك الصور.. حسب الفصل 121 الفقرة الثالثة من المجلة الجزائية فهذا ما يدعو الى التساؤل عن الخلفية التي أوقف بسببها الزميل المذكور اي هل تدخل في باب "جرائم الصحافة" او"جرائم الحق العام" وفي كل الحالات فنحن نرفض بصفة واضحة ما حدث وندعو ألا يتكرر في حق الصحافة والصحافيين علما بان العديد من الزملاء الصحافيين من مختلف وسائل الإعلام تجمعوا يوم أمس أمام المحكمة الابتدائية بالعاصمة ليعبروا عن تضامنهم مع الزميل نصر الدين بن سعيدة. جمال المالكي