في حوار هاتفي حصري لجريدة الخبير مع السيد "أسامة بن سالم" رئيس لجنة الإعداد المادي للمؤتمر الحادي عشر لحزب النهضة، أفاد السيد بن سالم بأن ما يقارب 288 مؤتمرا محليا يجب أن تنعقد قبل المؤتمر الختامي، و في كل مؤتمر من هذه المؤتمرات يقع تعليق قائمات المنخرطين فيه، و بطبيعة الحال دائما ما تكون الأولوية في الإنخراط لأبناء الحزب. يقع تعليق القائمات الأولية في المحليات، مع ضمان حق الطعن لكل من لم يجد إسمه، أو من وجد في اللائحة إسما لا يستحق أن يوجد فيها، فله الحق أن يعترض عن هذا الأمر بتقديم الأدلة و البراهين التي تفيد عدم أحقية صاحب الإسم بالتواجد في المؤتمر.. كل هذا يتم عن طريق لجنة الطعون الجهوية التي تنظر في كل أنواع و أشكال الطعون المقدمة. عملية الإعداد للمؤتمرات المحلية تحتاج إلى وقت طويل، و يعود السبب في طول مدة التحضيرات إلى كثافة النقاشات و عمليات المصادقة على التقرير المادي و الأدبي للمكتب المحلي، زد على ذلك نقاش الورقات المضمونية، و غيرها من الإجراءات المرهقة الأخرى… تتم المؤتمرات المحلية على مستوى المعتمديات ثم بعد ذلك يتم إحداث مؤتمر جهوي على مستوى الولاية، و هذا المؤتمر يكون جامعا لكل المعتمديات المنتمية لولاية ما، و عليه يكون لدينا ما حصيلته 24 جهة ترابية، و جهة المهجر أي كل بلد خارج تونس تملك فيه حركة النهضة دائرة إنتخابية، ثم لدينا الجهة الجامعية التي تهتم بفئة الطلبة. كل هذه الجهات تقوم بعقد مؤتمرات من أجل تصعيد مرشحيهم للمؤتمر العام، كمؤتمر المكاتب المركزية، و مؤتمر القطاعات الذي يضم الأطباء و المهندسين و غيرهم… بعد الإنتهاء من كل هذه المؤتمرات القطاعية و الجهوية، نصل أخيرا إلى المؤتمر العام و الذي يضم تقريبا 1200 مُؤتَمِر. يجب أن يكون الجميع على وعي تام، بأن كل هذه الإجراءات التي ذكرناها تأخذ وقت طويلا جدا، زد على ذلك العمل الجبار الذي تقوم به لجنة الإعداد المضموني، التي تتولى مهمة إعداد ورقات المؤتمر و مناقشتها، ثم الإنتقال إلى الإعداد المادي المتمثل في فرز القائمات الأولية، و هنا يجدر بنا التطرق إلى المنحى الجديد الذي اتخذه الحزب نحو الرقمنة، فالمنخرطون اصبحوا متواجدين في قاعدة بيانات تابعة لحزب النهضة، و هذه القاعدة متطورة و منظمة، إذ نجد داخلها المنخرط و جميع بياناته، كالمستوى العلمي، و مشاركاته الفعلية في نشاطات الحزب من حيث العدد و الكفاءة… أصبحت الإنخرطات في الحزب تتم بصفة رقمية، و هذه العملية الجديدة تحتاج إلى توعية على نطاق واسع، خاصة على مستوى الجهات، و الحزب لا يدخر جهدا في سبيل توعية الجهات بالرقمنة. زد على ذلك أن اجتماعات الحزب و خاصة في هذا الوضع الخاص و الصعب أصبحت تعقد عن بعد. و من المزمع أن يقام المؤتمر الحادي عشر لحزب النهضة في نهاية هذه السنة، و لكن هذا الأمر و التحديد النهائي للتاريخ بدقة يبقى رهين اجتماع مجلس الشورى، حيث أن هذا الإجتماع المنتظر سيتمخض عن إعطاء التاريخ الرسمي و النهائي لإنعقاد المؤتمر الحادي عشر، و ذلك طبعا بالعودة إلى المعطيات الصحية، أما عن تأخر عقد المؤتمر، فالأسباب تقنية بحتة. أما بالنسبة لما سيتم التطرق إليه من مواضيع ضمن فعاليات المؤتمر الحادي عشر، فنذكر: التجديد القانوني خيارات الحزب السياسية للمرحلة القادمة توجه الحزب سيتم طرح ورقات سياسية و فكرية و ثقافية، تختزل رؤية و نظرة الحزب في كل هذه المجالات كما سيكون هناك ورقة تهم الشباب و المرأة، و ورقة تهم المجتمع و عدة مواضيع أخرى… يعتبر هذا المؤتمر أهم قمة لحزب النهضة، ففيه يتم التعرض لكل الخطوط العريضة للحركة في المجال السياسي و الثقافي و الإجتماعي. و مسألة إنعقاد المؤتمر محتومة، و لكنها تبقى رهينة مجلس شورى الحركة، و الوضع الصحي العام للبلاد، و الإجراءات التي تطرقنا إلى ذكرها سابقا دون أن نأتي عليها جميعا، كانت تتم في الحالة العادية أي بدون وجود عوائق صحية، مثل ما نشهده اليوم من تفشي الكوفيد، و لكن التحضيرات قائمة على قدم وساق، و اللجان معقودة، و كلّ يقوم بعمله كما يلزم من أجل الوصول إلى المنشود.