أصبحت قناة التونسية "تي-في" محل استقطاب كبير للمشاهدين بفضل ما تقدمه من برامج دسمة ومتنوعة: سياسية... واجتماعية ونقدية رغم الصعوبات التي مرّ بها مؤسسها سامي الفهري نتيجة الاتهامات التي وجهت إليه والتي آلت إلى إقصائه من المجال الإعلامي بتعلة انه كان متورطا مع بلحسن الطرابلسي في إطار الشراكة داخل شركة كاكتوس للإنتاج. عودة قوية لسامي الفهري صاحب هذه القناة فرضتها حرفيته وقدرته على التمركز داخل الوسط الإعلامي من جديد رغم أخطاء الماضي. حرفية عالية رغم صعوبات الواقع الإعلامي يعمل الإعلام التونسي اليوم على رسم معالم جديدة لهذا القطاع بتقديم إعلام حقيقي رغم التغييرات الطارئة عليه ولكن الواقع يفرض على أصحاب المهنة ضبط النفس لإرساء منظومة إعلامية سليمة لا تتأثر بمثل هذه الاضطرابات. وما الحرفية إلا جزء لا يتجزأ من مبادئ العمل الصحفي وسامي الفهري باعث قناة التونسية تي-في استطاع بكل ثقة في النفس وبكل حرفية أن يعود إلى الساحة الإعلامية بحلة جديدة تسمو نوعا ما بحرفية المهنة وذلك لاستقطاب المشاهدين وإرضاء كل الأذواق من خلال برامج متنوعة هادفة لإشباع تعطش المشاهدين لمثل هذه الانتاجات. برامج قناة التونسية "تي-في" إن أفكار برامج القناة التلفزية الخاصة التونسية تي-في هي برامج واقعية تعكس واقعا يعيشه المجتمع التونسي مثل برنامج "فصل المقال" الذي يقدمه الصحفي سفيان بن فرحات ويهتم بعرض المقالات الصحفية وآخر الأخبار الوطنية إضافة إلى تصوير ريبورتاجات منوعة وبرنامج "رفعت الجلسة" للأستاذ المحامي منير بن صالحة وتقوم فكرة البرنامج على إعادة بناء قضايا هزت الرأي العام سواء عبر تمثيل بعض أحداثها والاستعانة برأي أطباء ومحامين وبعض أهالي الضحايا ويعد هذا البرنامج النسخة العربية للبرنامج الفرنسي الشهير الذي يستمر عرضه منذ سنة 1999 على القناة الفرنسية الثانية. إضافة إلى برنامج "حالة طوارئ" يتمحور حول تصوير حالات طارئة تتطلب تدخلا عاجلا كدوريات أعوان الأمن وأقسام الاستعجالي وتدخلات أعوان الإطفاء وبرنامج "لاباس" يقدمه نوفل الورتاني.. باقة من البرامج المتنوعة ذات هدف واضح وهو الخروج عن المألوف وكسر الحواجز ورفع الرقابة وكشف الحقيقة بغاية التقرب من المشاهد وشد انتباهه واسترجاع ثقته في الإعلام عن طريق التنوع وإزالة الغموض عن بعض القضايا العالقة فهي مرآة تعكس واقعنا دون منازع. التقنيات المستعملة في برامج التونسية "تي –في" إضافة إلى قيمة البرامج التي تقدمها هذه القناة من ناحية المضمون نلاحظ ان التونسية "تي –في" تعمد إلى إضفاء نوع من الخصوصية على برامجها وذلك من خلال الأضواء والديكور والموسيقى المستعملة مما يعكس التوجه والتمشّي الواضح لهذه القناة بالتركيز على دور الصورة لاستقطاب المشاهد. هكذا يمكننا القول بان قناة التونسية تي –في استطاعت أن تجمع بين المضمون والصورة لتقديم مادة إعلامية متماسكة تسمو إلى تطلعات المشاهد. في ظل التعددية الإعلامية يشهد الإعلام التونسي تنافسا كبيرا بعد احتكار دام سنوات طويلة لعل هذا التنافس الشريف سيخلق نوعا من الانسجام والتواصل كما سيمكن المشاهد من منتوج إعلامي رفيع المستوى. والاهم أن يرتقي المشهد الإعلامي إلى مستوى مبادئ ثورة 14 جانفي، ثورة التحرر من الاحتكار ومنطق الصوت الواحد.فمن شان التعددية والاختلاف أن تعطي ثمرة التوافق والانسجام وهذا الفسيفساء من القنوات سيمنح الفرصة للوصول للحقيقة والتذكير بالأشياء التي غابت عنا لعقود طويلة. حنان الصحراوي