* كل الشروط المطلوبة متوفرة عندنا لكن الهيئة رفضتنا وأسندت تراخيص إلى مؤسسات مشبوهة * سنواصل نضالنا حتى الحصول على الترخيص من خلال اعتصام بمقر الهيئة وإضراب جوع مفتوح اتصلت "الخبير" بهذا البيان التوضيحي من قبل العاملين بقناة تونس 1 المعطلة ننشره مثلما جاء تعميما للفائدة . كثيرا ما كنّا نظن أن زمن القهر والظلم في تونس قد ولّى وفات لا سيما بعد ثورة 14 جانفي المجيدة، بيد أن قوى الجذب إلى الوراء كانت ومازالت تنتهج نفس أساليب وممارسات العهد الذي يقال عنه إنه بائد ، مؤكدة بذلك أن الثورة المضادة حاضرة بقوة في شتى القطاعات والمجالات. وبطبيعة الحال لم يكن قطاع الإعلام بمنأى عن هذا التيار الجارف حيث طالته أيادي تلامذة عبد الوهاب الله ، وخير دليل على ذلك ما يتعرض له مشروع تلفزة تونس 1 من غبن وإجحاف وحيث فاق التصورات رغم مرور زهاء ثمانية أشهر عن اندلاع ثورة الكرامة والحرية . فتلفزة تونس 1 هي مشروع إعلامي يعود إلى سنة 2005 ، حيث أقدم صاحب الفكرة صحبة مجموعة من الكفاءات الشابةالتونسية على وضع اللبنات الأولى لقناة تلفزية شبابية متنوعة تكون مرآة عاكسة لهموم وشواغل كل التونسيين الموجودين في كل أصقاع العالم وذلك بصفة عامة ، وللشباب التونسي المهمّش بصفة خاصة . هذا المشروع ، ومنذ الوهلة الأولى أوصدت أمامه جميع الأبواب ، حيث وضعت إزاءه العديد من العقبات والعراقيل قصد وأده وهو في المهد ، إلا أن عزيمة الشباب العاملين في القناة وإصرارهم على أن يرى مشروع تلفزة تونس 1 النور ،كانا عاملين أساسيين لتواصل المشروع ، رغم رفض الوزراء المتعاقبين على وزارة الاتصال في عهد الرئيس المخلوع منح رخصة لإنطلاق البث الرسمي . ليلى تساوم وبالتوازي مع هذا الرفض عملت آنذاك زوجة الرئيس المخلوع على الاستيلاء على المشروع ،حيث أرادت أن تساومنا من خلال اقتراحها علينا التخلي عن 51 % من رأسمال المشروع لفائدة ابنتها حليمة بن علي مقابل منحنا الضوء الأخضر لانطلاق بثنا الرسمي إلا أننا رفضنا هذا الاقتراح إيمانا منّا بأن مشروع تلفزة تونس 1 هو مشروع الكفاءات والطاقات والمواهب الشابة العاملة في القناة وليس مشروع....حاكمة مستبدة وحاشية فاسدة لا ترى إلا نفسها . وإزاء رفضنا هذا ، تواصلت المظلمة المسلطة على تلفزة تونس 1 فتعددت التضييقات لا سيما عند تأدية واجبنا الإعلامي ، إلا أننا واصلنا النضال والصمود متشبثين في ذلك بتلك القيم والمبادئ النبيلة التي تعلمناها واكتسبناها طوال مسيرتنا التعليمية وذلك أسوة بأجيال سابقة وهبت لهذا الوطن بلا حدود كجيل الحركة الإصلاحية التونسية للقرن 19 وجيل حركة الشباب التونسي وجيل الحركة الوطنية التونسية وبناء دولة الاستقلال ... ...والبوليس السياسي أيضا هذا الصمود والثبات كلفنا الكثير ، حيث تعرضنا إلى شتى أنواع التنكيل فقد اقتحمت مقراتنا ومكاتبنا وصودرت معداتنا أكثر من مرة من قبل البوليس السياسي وذلك قصد تثبيط عزائمنا وإجبارنا إما على قبول مقترح زوجة الرئيس المخلوع أو التخلي عن أحلامنا وطموحاتنا وذلك بنسيان إمكانية ان يرى مشروع تلفزة تونس 1 النور . حينئذ تيقنا أن تجذير نضالنا والتصعيد هما الحل الوحيد لمواجهة نظام سلطوي استبدادي كان يظن أن قمعه وعنهجيته أقوى من حماسة الشباب وعنفوانه ، فتجاسرنا وقتذاك وأقدمنا على الانطلاق في بثنا التعريفي وذلك يوم 01 جوان 2010 على القمر الصناعي النايل سات علّ الرئيس المخلوع يجد نفسه حيال الأمر الواقع ، فيجبر على الالتجاء إلى الحوار من جديد لحل ملفنا . هيئة الإعلام تماطل إلا أنه واصل تعنته وتلكؤه فبقينا على هذه الحال إلى أن جاءت ثورة 14 جانفي المباركة التي خلنا أنها ستغيّر وضعيتنا المحزنة التي يرثى لها ، بيد أن رياح الثورة أتت بما لا تشتهي سفن الشباب العاملين في القناة حيث بقيت "دار لقمان" على حالها ، بل وعلى العكس من ذلك فقد أخذ ملف تونس 1 هذه المرة منحى خطيرا حيث جوبه بالرفض من قبل الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام والاتصال وذلك بعد أشهر من التسويف والمماطلة والوعود الزائفة رغم اعتراف رئيسها بأننا من الناس الذين ظلموا في عهد بن علي . ففي خطوة مفاجئة للرأي العام التونسي ولكل مكونات المشهد الإعلامي التونسي ، وفي ظروف يكتنفها الغموض ، أقدمت الهيئة على رفض منح تلفزة تونس 1 رخصة انطلاق البث الرسمي رغم أن كل المؤشرات كانت تدلّ على أن تلفزة تونس 1 ستكون على رأس قائمة القنوات التي ستتحصل على رخصة انطلاق البث وذلك اعتبارا لتاريخها النضالي ولتوافق ملفها مع الشروط والمعايير التي حددتها الهيئة نفسها ،إضافة على أنها تلفزة شبابية بروح ونفس شبابيين فمعدل أعمار العاملين فيها لا يتجاوز 27 سنة ،زيادة لكونها توفر 68 موطن رزق ل 42 صحفيا و 26 تقنيا في بلد يبلغ فيه عدد العاطلين عن العمل 750 ألفا ، ونظرا لكونها ستضاعف عدد فرص الشغل أربع أو خمس مرات في صورة تحصلها على رخصة انطلاق البث زيادة على ان بحوزتها زهاء 4500 ساعة مصورة ، فضلا على أن برمجتها متكاملة ومتنوعة وجاهزة إذ تشتمل اساسا على 16 برنامجا إضافة إلى أنها أثبتت كفاءتها ومهنيتها وجودة تكوينها حيث تخرّج من هذه المؤسسة 5 صحفيين و 12 تقنيا يشتغلون في مؤسسات إعلامية وطنية وعربية ودولية . تراخيص مشبوهة! وفي المقابل قامت الهيئة بمنح 5 رخص لتلفزات أخرى إذا ما استثنينا واحدة منها عرفت بتاريخها النضالي في عهد الرئيس المخلوع فإن بقيتها لا نعرف لها أي تاريخ بل على العكس فإن أصحابها تحوم حولهم بعض الشكوك في إمكانية ارتباطهم بعلاقات مشبوهة مع رموز النظام السابق بالإضافة إلى كون ملفات هذه القنوات غير واضحة المعالم حيث لا نعرف من أين تتأتى مصادر تمويلها ولا أهدافها ولا توجهاتها ولا حتى خطها التحريري . ومن هذا المنطلق ، ونظرا لتواصل المظلمة المسلطة على تلفزة تونس 1 ، وانطلاقا