إذا كان المواطن يقبل على مشاهدة " شريط الثامنة " لأنه في حاجة إلى معرفة أخبار وطنه وليس إعجابا بالديكور الذي يغلب عليه الاضطراب رغم الترميم المتواصل والذي لم يتوصل إلى نتيجة تجعل المواطن يشعر بأنّه ... أمام اجتهاد جدّي وعلى النقيض فإن قارئات الأخبار في النشرات الفرعية لهن حضور متميّز ولا شك مستقبل جيّد ...لأنهن جد طبيعيات ودون غرور كئيب. ففي المساء لا داعي للحديث عن التقنيات فرغم جلب آخر ما ابتكر في عالم الصورة وتكليف " مهندس" بالعملية فإن الأغلاط الصبيانية تتكرر بحجة ان الأعوان لم يتعودوا على الآلات الحديثة وهذا عذر مرفوض تماما إذ نخشى أن يكون الأعوان من الذين ينتمون إلى جماعات الاعتصامات وفرض الواقع النقابي ...وإلى جانب ذلك هناك تنسيق مفروض بين أعوان القراءة و "مهندس" الأضواء وظهرت قارئة وكأنها شبح من الإفراط في تزويق وجهها ...فأين التنسيق ؟ فالإخراج فن وذوق ... ومن جهة أخرى يظهر ان القارئة والقارئ يواصلان حديثهما الخاص إلى نهاية المقدمة وهذا استخفاف مرفوض وغير لائق ...فأين المسؤول ؟ كما أن من نصحهن بالابتسام لم يكن يدفعهن إلى الابتسام الآلي هكذا بطريقة اعتباطية ...فهناك ابتسامات تدل على الاستخفاف وقلة الشعور بالمسؤولية ثم إن قراءة الأنباء ليست فرصة التمنيات ولا للتساؤل عن الفقرة التالية ومن سوء الاختيار تقليد النقاط السلبية في القنوات المعروفة ولو أن أنباء المساء في صورتها الحالية تدعو إلى إعادة نظر جذرية من الأساس فلا تحتوي على أي جزء يرتاح إليه المشاهد ...وكل كلمات المديح فهي تقليدية ولمجاملة الزملاء فيما بينهم ...ويتضح أن توفير الإمكانيات التقنية و "حرية التعبير" وحرية التصرّف لا تصنع وحدها عملا ناجحا وربما مقبولا .. نوري مصباح – مدنين