أعيد طبع رواية «قليل من الرغبة» للاعلامية والكاتبة والباحثة في علم الاجتماع منيرة رزقي وذلك في ظرف وجيز جدا. وقد صدرت الطبعة الثانية عن دار سحر للنشر مع العلم أن هذا الكتاب قد نال اعجابا واستحسانا كبيرين وهو ما حدا بالدكتور أحمد الحذيري ان يصف «قليل من الرغبة» بالرواية الحدث. وتجلى ذلك خلال المقالات الاعلامية والنقدية المكثفة وعلى مواقع الانترنت التي تناولت هذا النص الادبي بالتحليل والبحث. وأيضا من خلال الرواج الذي حققه في صفوف القراء فقد نفدت الطبعة الاولى من المكتبات وهذا ما يؤكد النجاح الذي حظيت به الرواية لدى القراء أيضا تماما مثل نجاحها لدى الاعلاميين والنقاد. ولعله من المهم الاشارة هنا ان إعادة طبعات كتاب أدبي أو فكري في بضعة أشهر تعد حدثا في تونس ولا تتكرر كثيرا ومن هنا تأتي أهمية صدور الطبعة الثانية لرواية «قليل من الرغبة» لصاحبتها منيرة رزقي. وتأتي أهمية هذا النص الادبي وعمقه من خلال مضمونه الجريء الذي يستنطق مواضيع سياسية شائكة ومحفوفة بعديد المزالق على غرار الصراع البورقيبي اليوسفي الذي طبع تاريخ تونس المعاصر وألقى بظلاله على عديد الوقائع التاريخية. وكذلك على قضية الانتماء للأمة العربية والهزة التي تعرضت لها بعد السقوط المدوي لبغداد سنة 2003. الى جانب التوغل في خصوصية الانثى وعلاقتها بجسدها ودورة الحياة. والى جانب المضمون كان الأسلوب المكثف والشاعرية العالية من ميزات هذا النص الذي يقدم للقارئ كتابة موغلة في الايحاء مع الاتكاء على تقنيات تجنح الى التجريب والمغامرة الجريئة التي جعلت رواية «قليل من الرغبة» نصا لا يشبه سوى نفسه.