انطلقت صباح أمس أشغال المجلس الوطني التأسيسي الذي اجتمع للنظر في مشروعي القانون الداخلي للمجلس وقانون التنظيم المؤقت للسلط العمومية... وأقل ما يمكن استنتاجه أن هذه الجلسة التي ينتظرها كل التونسيين دون استثناء بفارغ الصبر لم تكن موفقه نظر للاضطراب والفوضى التي تميزت بها فقد انطلقت الجلسة المقررة للساعة التاسعة صباحا بعد ساعة أي على الساعة العاشرة صباحا وتخللها مناقشات لم تؤدي إلى اي اتفاق أو لنقل لم يستشف منها حتى بوادر اتفاق ورفعت هذه الجلسة الصاخبة عند منتصف النهار لتستأنف أعمالها على الساعة الرابعة بعد الظهر. وهنا يمكن طرح العديد من الأسئلة منها لماذا انطلقت الجلسة بعد ساعة من موعدها الأصلي؟ وكيف تم تنظيم هذه الجلسة الهامة لتتسم بالفوضى التي سادت أشغالها؟ ولماذا لا يتصرف أعضاء المجلس بروح المسؤولية الكاملة وبروح التضحية لتنطلق أشغالهم منذ الصباح الباكر على الساعة السابعة صباحا مثلا؟ ولماذا لا تتواصل أشغالهم المسائية دون انقطاع حتى ساعة متأخرة من الليل؟ إن التوصل إلى تمرير القانونين المشار إليهما يعتبر مصيريا لبلادنا فتونس اليوم التي هب شعبها بكل وعي لانتخاب أعضاء المجلس بكل حرية وشفافية ينتظر الكثير من المجلس الوطني التأسيسي وعلى أعضائه المحترمين أن ينزعوا عنهم داخل المجلس "ثياب" أحزابهم وأن يقدروا مصلحة البلاد حق قدرها فتونس اليوم بدأت تغرق بين "أمواج" التجاذبات اليسار واليمين وحملات التشكيك وانعدام الأمن والانتقاد الهدام. تونس اليوم تستغيث ولم يعد شعبها العظيم والصبور يتحمل أكثر مما تحمل والمطلوب اليوم من المجلس الوطني التأسيسي أن يتجند فعليا لخدمة شعب تونس الذي نصبه عن وعي لخدمة مصالحه ومن اوكد حاجياته اليوم توقيف موجة الإضرابات والاعتصامات التي تضر البلاد وتضر المعتصمين أكثر من غيرهم وأن يضع هذا المجلس البلاد على خط الإنقاذ من الإفلاس...ولعل أول المفلسين هم السياسيون الذين يسمحون لأنفسهم بإغراق المشهد العام للبلاد في تجاذبات وأطروحات لا تسمن ولا تغني من جوع وفي هذا الظرف بالذات ربما تكون بل ستكون النتائج كارثية على المسار الديمقراطي الذي كلفنا شهداء من أجل الحرية والكرامة وكأن اللاعبين الأساسيين على الساحة الوطنية بدؤوا ينسون تضحياتهم وحتى تضحيات الأحياء ليبددوا الرصيد الهائل الذي توفر لهم لأول مرة في تاريخ تونس المستقلة وذلك بالوقوع في لعبة المصالح الحزبية الضيقة. ع – ب – ه