كنا اشرنا في عدد يوم 28 نوفمبر 2011 أي قبل موعد الانتخابات الخاصة بمجلس عمادة المهندسين المعماريين التونسيين التي تمت يوم السبت 3 ديسمبر... الجاري وقد حصل ما لم يكن ينتظره جل المتابعين والمهتمين بقطاع المعمار ببلادنا وخاصة أصحاب المهنة حيث لم يسجل إلا أقل من خمسة بالمائة في نسبة مشاركة المهندسين المعماريين في هذه الانتخابات اي عدد 136 ورقة اعتمدت في الانتخابات من ضمنها 19 ورقة وصلت بالبريد اي 117 فقط من حضر بالقاعة من جملة 2088 ناخبا. علما وأن ال 117 منهم 39 مترشحا لعضوية هيئة العمادة اي المنتخبون فعليا 78 مهندسا معماريا فقط وهذا العزوف أو "المقاطعة" أو اللامبالاة أو عدم الانتماء المقصود لهذا الهيكل العريق يحصل لأول مرة في تاريخ هذا الهيكل الهام الذي كان في السابق يشهد عرسا احتفاليا لكوادر عليا في مهنة حساسة ولها دور في الاقتصاد التونسي والنهضة العمرانية. على كل حصل ما كنا نبّهنا له في المقال السابق حول الخشية من عدم حصول اللامبالاة والدخول في روح التكتلات والمفارقات في الفكر والممارسة التي لا تنفع أصحاب المهنة ولا البلاد علما وأنه أمام هذا الوضع المخيف نسبيا في تمثيلية المهنة لأصحابها بأقلية مزعجة ومن سيمثلون المهنة سيكونون ضعيفي الجانب لأن القاعدة نكستهم قد يصبحون دون وجود فعليّ على عكس ما كان يحدث في السابق وهذا أمر غريب ومريب حسب أصحاب القطاع في هذه الفترة التي فيها الكثير من الانتظارات والتحولات في الساحة التونسية ولدى دول الجوار وبالساحة العالمية...وأمام هذا الوضع غير العادّي وبعد أن تم تأخير الجلسة الانتخابية إلى موعد 17 ديسمبر الجاري لعدم حصول النصاب القانوني وهو 50% من 2080 منخرطا فإن العديد من المدافعين عن قطاع هام جدا وحساس في حاضر ومستقبل البلاد في ميدان الهندسة المعمارية والتهيئة الترابية رجونا إبلاغ أصواتهم لأهل الدار في عهد ثورة الحرية والديمقراطية الحقيقية للحضور بصفة مكثفة في الجولة الثانية في الموعد المذكور آنفا حتى يتم رد الاعتبار لمن سيمثلون المهندسين وحتى لا يفهم لدى العامة أن ما حصل هو تكتيك انتخابي وتكريس عقلية الكتل للفوز بكراس الهيئة بعدد ضئيل من المهندسين وهذا لا يعطيها دعما شرعيا أو قاعديا لتغيير القوانين أو تعصير مهام المهندس المعماري في القطاع العمومي والقطاع الخاص لأن التمثيلية تبقى رهينة عدد من رشحها وهذا لعمري أمر هام وخطير موكل للمهندسين المعماريين من الجيلين العاملين حاليا في القطاع وجيل المستقبل. مرشد السماوي