قال الأمين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية محمد عبو إن لديه معلومات بأن رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي تراجع عن مقترحه بتشكيل حكومة تكنوقراط من غير المتحزبين، لكنه رفض تقديم إيضاحات للصحفيين حول هذا التصريح، مشيرا إلى أنه لم يتحصل على تأكيد رسمي من حمادي الجبالي. وشدّد خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بالعاصمة بحضور قيادات من المؤتمر على رفض حزب المؤتمر لمقترح رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط غير متحزبة.
وقال "لا نستغرب عودة وجوه العهد السابق في حكومة التكنوقراط المقترحة"، مؤكدا أنّ من بين أسباب تعطل الإصلاحات في الحكومة "وجود مسؤولين من التكنوقراط في قصر الحكومة"، حسب قوله.
وأضاف عبو "حكومة التكنوقراط ليست الحلّ السحري لتجاوز مشاكل البلاد"، مؤكدا أنّ مصلحة البلاد تقتضي تشكيل حكومة ائتلاف وطني وتغيير بعض الوزراء الذين اتسم أداؤهم بالضعف.
ويقول "أيّ وزير يجب أن يشعر أنه إذا لم يحقق النجاح بأنه سيقع تغييره"، مقرا بوجود العديد من الأخطاء التي قامت بها الحكومة الحالية والتي عطلت مشاريع الإصلاح.
ويقول في هذا الاتجاه "مشروع تبسيط الإجراءات الإدارية كتغيير صبغة الأراضي الفلاحية كان جاهزا منذ 9 أشهر لكن الحومة لم تقم بتفعيله".
وكشف الأمين العام لحزب المؤتمر بأنّ اجتماعا التأم -أمس الأحد- مع أعضاء من حركة النهضة للتفاوض حول تشكيل حكومة ائتلاف وطني، قائلا إنّ مشاورات ستدور اليوم بين النهضة وحزب المؤتمر وحركة وفاء والتحالف الديمقراطي.
ولم يستبعد محمد عبو أن تضمّ الحكومة الجديدة مسؤولين بحزب حركة وفا التي يتزعمها عبد الرؤوف العيادي وحزب التحالف الديمقراطي الذي يضم نواب من مجلس التأسيسي مثل محمد الحامدي ومحمد البارودي.
وأكد أن حركة النهضة أعربت عن قدرتها على التوصل إلى اتفاق مع هذه الأحزاب حول تركيبة الحكومة الجديدة وحول برنامج عملها.
وأكد أنّ هناك اتفاقا مكتوبا سوف توقعه أطراف الحكومة المقبلة حول برنامج عمل وطريقة إدارة الائتلاف الحكومي في الفترة المقبلة.
وقال إنّ حزبه جمّد استقالة وزرائه من التروكيا -التي أعلن عنها أمس الأحد- لمدّة أسبوع بعدما وافق على مقترح من حركة النهضة يقضي بتكوين حكومة ائتلاف وطني ستتنازل بمقتضاها حركة النهضة عن وزارتي العدل والخارجية، وفق قوله.
وهدّد عبو باستقالة وزراء حزب المؤتمر الأسبوع المقبل، تاريخ انتهاء المهلة التي اقترحها، في صورة ما لم تحترم حركة النهضة وعودها بالتخلي عن وزارتي الخارجية والعدل.
وقد رفضت حركة النهضة الإسلامية -اليوم الاثنين- رسميا مبادرة رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي بتشكيل حكومة تكنوقراط بدلا من الحكومة الحالية، ودعت إلى ضرورة مواصلة مشوار الائتلاف الحاكم (التريوكا).
وقال فتحي العيادي، رئيس مجلس الشورى وهو أعلى هيئة في الحزب لإذاعة "شمس أف أم"، إن المكتب التنفيذي لحركة النهضة اجتمع -أمس الأحد- وأكد موقفه السابق بدعم حكومة ائتلاف تقوم على التوافق السياسي.
وتحدث بعض المراقبين عن وجود انشقاق بين رئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي وراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة، بسبب إقدام الجبالي على اقتراح تشكيل حكومة تكنوقراط دون مشاورة حزبه.
وفي آخر تصريحاته الإعلامية أصرّ الجبالي على المضي قدما في تشكيل حكومة تكنوقراط، مطالبا الأحزاب بمده بمقترحاتهم حول تركيبة حكومته الجديدة من التكنوقراط في أجل أقصاه اليوم الاثنين.
كما لوح حمادي الجبالي، الذي يشاع أنه مدعوم من الولاياتالمتحدة- بتقديم استقالته من الحكومة في حال فشل في التوصل إلى حلّ مع الأحزاب السياسية لا سيما حركة النهضة، الحزب الأغلبي داخل المجلس التأسيسي (89 مقعدا من 217).
وتفاقمت الغموض السياسي في البلاد خصوصا بعد اغتيال الزعيم المعارض شكري بلعيد بالإضافة إلى تعثر المفاوضات داخل التروكيا بشأن التحوير الوزاري بعد سلسلة من الأزمات.
