مثل بحث المشاكل والصعوبات التي تواجه قطاع النشر في تونس محور لقاء وزير الشّؤون الثّقافيّة، محمّد زين العابدين، ظهر الاثنين 10 أكتوبر بأعضاء الهيئة المديرة لاتّحاد النّاشرين التّونسيّين برئاسة محمد صالح معالج. هذا اللقاء الأول من نوعه بين الجانبين كان مناسبة أكد خلالها الوزير على أهمّية فتح باب الحوار مع مختلف الفاعلين في جميع القطاعات الثّقافيّة وضرورة تحديد النّقائص التّي تشوب هيكلتها وتنظيمها واقتراح الحلول الملائمة في إطار العمل المشترك وتفعيلا لاستراتيجية الوزارة الرامية إلى إرساء ديمقراطيّة تشاركيّة حقيقيّة في المجال الثّقافي. وتطرق أعضاء الهيئة المديرة لاتحاد الناشرين إلى المشاكل الهيكليّة والتّنظيميّة والماليّة والقانونيّة التّي يعاني منها القطاع ومن بينها بالخصوص عدم توفر مقر للاتّحاد، حيث كان يتخذ من دار الثقافة المغاربية ابن خلدون مقرا له إلا أنها تخضع حاليا لأشغال صيانة وترميم. كما تعرض الناشرون إلى ضعف ميزانيّة الدّعم وضبابيّة آليّات منحه، فضلا عن الحديث عن الإشكاليّات المحيطة بالمشاركة التّونسيّة في معرض تونس الدّولي للكتاب وفي عدد من المعارض الدّوليّة. وقدّموا مجموعة من الاقتراحات من بينها بعث مركز وطني للكتاب يعنى بتنفيذ السّياسة الوطنيّة للكتاب والتّنسيق بين المتدخّلين، وتنظيم معرض محلّي للنّاشر التّونسي، كما دعوا إلى تطوير آليّات رصد موارد لجنة التّوصية بالنّشر نحو مزيد من الشّفافيّة. وشدد الوزير خلال هذا اللقاء الذي حضرته كذلك المكلّفة بتسيير الإدارة العامّة للكتاب بوزارة الشّؤون الُّثّقافيّة هالة وردي، على أهمّية قطاع النّشر والكتاب باعتباره أساس العمل التّربوي والثّقافي ووسيلة لبناء النّاشئة ولكسب الرّهان الثّقافي والتّنموي. ولفت إلى الإمكانيّات التي يمكن أن تتاح لقطاع النشر من خلال برنامج المشروع الثقافي "مدن الفنون" الذي يفتح باب المبادرة أمام الطّاقات الخلّاقة والمبدعة بالجهات، و الذّي سيتواصل على امتداد الموسم الثقافي الحالي وستعمل الوزارة على ضمان ديمومته واستمراريّته. ومن جانبها أكدت هالة الوردي على أهمّية التشخيص المشترك لوضعيّة قطاع النّشر والكتاب، واعدة بأن تتميز محاضر جلسات لجان الدّعم بالشفافية والموضوعيّة. كما ذكرت بالتزام الوزارة بدعم حضور الكتاب التّونسي في المعارض الدّوليّة.
