بخطى ثابتة وعزيمة ممزوجة بالتحدي انتشروا بين ثنايا الجبل ومنحدراته ودروبه مسلحين بحب الوطن يحدوهم الأمل في الانتصار كلفهم ما كلفهم، وفي عجلة من أمرهم تمركزوا في أماكنهم وتوجهوا بجسارة نحو هدفهم وأطلقوا الذخيرة الحية بكثافة متناهية ودقة عالية فكان النجاح حليفهم في تفجير مخبأ لمجموعة إرهابية بسفح جبل سمامة في ولاية القصرين سابع أعلى مرتفع في تونس معلن منذ سنة 2015 منطقة عسكرية عازلة. وبمعية الوحدات الأمنية وتحت غطاء جوي محكم القوا القبض على عنصر إرهابي كان ينوي تنفيذ مخطط إجرامي غادر وأبطلوا مفعول ذخيرة حية زرعها الخونة في إحدى الأراضي الفلاحية المتاخمة لهذا المرتفع بغية حصد أرواح الأبرياء. هم بواسل تونس وحماة البلاد والعباد حاكوا، اليوم الخميس، تفاصيل هذه العملية العسكرية البيضاء التي سلطت الضوء على قطرة من مجهودات الوحدات العسكرية الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب الغاشم بحضور وفد إعلامي ممثل عن مختلف وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة على المستويين المركزي والمحلي حضروا على عين المكان فكانوا شاهدين على عمل جبار لا يقارن بغيره مهما علا شأنه ، فهم على شفى الموت يحملون وطنهم فوق رؤوسهم وبين أضلعهم . معاينة الصحفيين والإعلاميين لعينة من الأعمال العسكرية والأمنية الميدانية تأتي في إطار مزيد التعريف بمهمة هذا الفوج العملياتية المشتركة مع قوات الأمن الداخلي ومجهوداتهم ودورهم في مجال مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود وحفظ النظام وإبراز التكامل ودقة التنسيق بين كافة العناصر الجوية والبرية حسب ما ذكره العميد عبد الغفار صغير آمر الفوج 11 مشاة ميكانيكي في تصريح إعلامي. وتحدث صغير، في سياق متصل، عن الفوج 11 مشاة ميكانيكية بالجهة قائلا بأنه سليل الفوج الثاني وله تدخلات عملياتية كبرى من أهمها مشاركته التاريخية في حرب أكتوبر 1973 بمصر والمساعدة على استتباب الأمن خلال أحداث قفصة سنة 1980، وأن 10 معتمديات بالجهة من ضمن مجموع 13 هي مرجع نظره ومن أبرز مهامه القيام بدوريات حدودية مشتركة مع وحدات الامن والديوانة لمنع التسلالات من كافة منافذ الحدودية وتنفيذ حملات أمنية وعسكرية بالمناطق العمرانية وسفوح الجبال لبسط الأمن ونشر الطمأنينة في صفوف المواطنين ،الى جانب القيام بعمليات استباقية نوعية كنصب الكمائن للارهابيين والتدخل للتصدي لأي هجوم غادر ودعم واسناد القوات الامنية والديوانية وتامين المنشات الحساسة ومهاجمة الكهوف والمغاور التي تستغلها العناصر الارهابية. كما عرض بعضا من الصعوبات التي تعترض الوحدات الأمنية والعسكرية وتعرقل عملهم وهي تواجد المدنيين في المناطق العسكرية المغلقة ، قائلا بأنه رغم التنبيه عليهم بوضع لافتات من قبيل خطر، ويحجر الدخول، وممنوع الدخول مطلقا، منطقة عسكرية موت محقق، حفاظا على سلامتهم الا أن جلهم لا يستجيب لهذه العلامات مما يعرضهم إلى خطر محدق سواء من قبل الإرهابيين أو من الألغام المزروعة في المنطقة أو من قبل الوحدات العسكرية التي تنفذ من حين الى اخر عمليات ميدانية ( قصف مدفعي ، كمائن …) ، مجددا بالمناسبة دعوته الى كافة المواطنيين ومتساكني المناطق المتاخمة للجبال المعلنة مناطق عسكرية مغلقة بعدم الدخول والإقتراب من كافة الجبال المعلنة مناطق عسكرية مغلقة حفاظا على أرواحهم.