الشركة التونسية للكهرباء والغاز تعلن عن قطع التيار الكهربائي غدا الأحد بمدينة تاجروين    نابل: مصالح وكالة حماية وتهيئة الشريط الساحلي تواصل تدخلاتها في 46 شاطئا بالجهة    الخطوط التونسية تعلن عن تعديلات في مواعيد بعض الرحلات نتيجة إضطرابات في حركة الطيران    وزير التجهيز والاسكان يعطى اشارة انطلاق عدد من المشاريع ويتابع تقدم انجاز احد اكبر الجسور على وادى مجردة    درجات الحرارة تتراوح بين 26 و 32 درجة ليل السبت    بن عروس: افتتاح فضاء "الخيزران للثقافة والفنون" بالمدرسة الإعدادية مفيدة بورقيبة بحمام الأنف    اليوم ...إفتتاح فعاليات الدورة 49 من مهرجان دقة الدولي بعرض للفنانة آية دغنوج    مصالح الحرس الديواني تحجز كمية من البضائع المهربة بقيمة جملية فاقت 900 ألف دينار    الترجي الجرجيسي يواصل تعاقداته في الميركاتو    عاجل/ وزير الفلاحة يدعو لتأمين وحماية صابة الحبوب بهذه الولاية    عاجل/ اكتشاف فيروسات جديدة لدى الخفافيش أخطر من كورونا    كأس العالم للأندية: باريس سان جيرمان يواجه إنتر ميامي وبايرن ميونخ يصطدم بفلامنغو    قتلى وجرحى بصفوف الاحتلال في عملية عسكرية للقسام بخان يونس    عاجل/ هذا ما تقرّر في حق شاب انتحل صفة قاض    الهلال السعودي يتلقى ضربة موجعة قبل لقاء مانشستر سيتي    فاتورة مطعم سمك فاخر دفعها محمد صلاح تثير جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي    عاجل_للتونسيين : أوقات قطارات الخطوط البعيدة خلال الصيف    تغيّر لون البحر ونفوق الأسماك: باحثة تكشف السبب.. #خبر_عاجل    100 يوم توريد... احتياطي تونس من العملة الصعبة    الليغ 1: جدول ومواعيد مباريات الموسم الجديد    لعبة الحبار توصل للآخر.. شكون باش يعيش وشكون باش يموت؟    زغوان: تجميع 550 ألف قنطار من الحبوب وتقدم موسم الحصاد بنسبة 80 بالمائة    الأطباء الشبان يلوحون بالانسحاب من المستشفيات انطلاقا من غرة جويلية القادم    "غروسي: "لا نعرف أين اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب    عاجل/ العثور على طفل مشنوق داخل إسطبل    مصر.. تحرك عاجل للحكومة دعما لأسر "صبايا العنب" ضحايا حادث المنوفية    غدا الاحد...حملة نظافة واسعة بشاطىء رواد    المنستير: افتتاح الدورة 21 للملتقى الوطني للعصاميات في التعبير التشكيلي بمشاركة 57 فنانة من تونس والخارج    وزارة التشغيل تنظم دورة تكوية لفائدة المديرين الجهويين حول ملف الشركات الاهلية    وزارة الصحة: زرع الكلى باش يجي للجهات زادة    غدا الاحد....لقاء افتراضي توعوي حول الاصابات الفموية والهضمية حول مرض التصلب الجلدي (السكليروديرما)    شدّ روحك لل'' Controle'' وارفع معدلك...هاو كيفاش    للتذكير: من السبت للأحد.. شارع الحبيب بورقيبة للناس موش للكراهب    زلزال قوي يهز جنوب الفلبين وما ثماش تسونامي    جبل وسلات يحترق للمرة الرابعة    أُسس النمو الاقتصادي لا تزال متينة في إندونيسيا    ارتفاع نسبي في الحجوزات السياحية داخل تونس وخارجها رغم الغلاء    السيزيام: نتائجك توصلك في SMS قبل الكل!    غلطة في تطييب المقرونة ينجم يطلعلك السكر...كيفاش؟    سخانة الصيف: وقتاش تخرج ووقتاش تبقى في الدار؟    عاجل/ صحيفة إسرائيلية: إسرائيل قتلت 100 ألف فلسطيني في غزّة    وزارة التشغيل والتكوين المهني: 278 باعثا يحصلون على الموافقة المبدئية للانتفاع بقروض ميسرة    دس في أكياس الدقيق المقدمة لأهالي غزة.. ما هو مخدر Oxycodone؟    جبل الأحمر: 36 سنة سجناً لزعيم شبكة تهريب وترويج مخدرات    عاجل/ رئيس الدولة: تونس ليست بحاجة إلى شهادة استحسان من الخارج وهؤلاء يعملون على تأجيج الاوضاع    استدعاء مسؤولين سابقين في إدارة بايدن للتحقيق في مزاعم التستر على حالته الصحية    أعلام الثقافة والإعلام في «حكايات درويش» على الوطنية 1    من زاوية أخرى ...بين «قرطاج» و«أوذنة» التاريخية صراع العروض «الراقية» و«الشعبية»    القصرين: مهرجان الشعانبي الدولي للمسرح المعاصر أمسيات شعرية وعروض مسرحية    حشود غفيرة بطهران تشيع قتلى الهجوم الإسرائيلي    استبدال كسوة الكعبة مع بداية العام الهجري    اختتام ملتقى الناشرين المستقلين في العالم العربي والفضاء الفرنكوفوني    تحب تعمل حفلة الباك ولا العرس؟ هاني باش نقولك كيفاش تتحصل على رخصتك !    ملايين الدولارات.. مكاسب مالية ضخمة للهلال بعد تأهله في مونديال الأندية 2025    خطبة الجمعة... الهجرة النبوية... دروس وعبر    ملف الأسبوع... كَرِهَ عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ، وَطَلَبَ الدِّينَ فِي الْآفَاقِ.. وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلٍ... أوّل المؤمنين بعد خديجة    ما هي الأشهر الهجريَّة؟...وهذا ترتيبها    مطرزا بالذهب والفضة والحرير.. السعودية تكسي الكعبة ثوبها السنوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرائد الذي كان يقول : إذا أردت أن تكرمني ... فدعني أعمل !

كما أثار رائد الشعر الجديد أبو القاسم الشابي ....ضجة صاخبة في ساحة الثقافة لدى إلقائه محاضرة حول الخيال الشعري عند العرب ووجد نفسه هدفا لسهام المحافظين الجامدين الذين رأوا في ثورته على القديم ... اعتداء سافرا على قداسة التراث.

- و كما أثار رائد الإصلاح الاجتماعي الطاهر الحداد... زوبعة كبرى في الساحة الثقافية لدى إصداره لكتابه حول تحرير المرأة، ووجد نفسه هدفا لسهام السلفيين المحنطين الذين رأوا في مشروعه التنويري اعتداء سافرا على قداسة الشريعة.

- فكذلك الأمر قد كان ... بالنسبة إلى رائد الإصلاح التربوي في فجر الاستقلال، محمود الشبعان الذي أثار زلزالا من تحت أقدام أنصار المدرسة العتيقة عندما قدم مشروعه التحديثي في مجال التربية و دعا إلى "المدرسة العصرية" ووجد نفسه هدفا لسهام أولئك المدافعين عن المألوف و المعتاد في طرق التعليم.

............. .................. ........

...عن هذا الرائد الثالث، صدر أخيرا كتاب عن "دار العلماء" بتونس، من تأليف الأستاذ المربي الفاضل محمد محرز قوشة، بعنوان (محمود الشبعان : إذا أردت أن تكرمني... فدعني أعمل).

وهو كتاب قيم يقدم للقارئ بسطة ضافية حول سيرة محمود الشبعان هذا الرائد الفذ و حول نضاله منذ فجر الاستقلال من أجل بعث روح جديدة في التعليم، و تطوير مناهج التربية و تكوين نخبة من المدرسين القادرين على نشر مبادئ "المدرسة العصرية" في كامل أنحاء البلاد.

ولأن مؤلف هذا الكتاب قد سبق له شرف التعرف عن قرب على محمود الشبعان و العمل معه، جنبا إلى جنب، فإن هذا التعريف بسيرته لم يكن متسما فقط بالدقة العلمية و الاستفادة من المراجع والمصادر، و إنما كان متسما أيضا و إلى جانب الموضوعية في البحث، بما توفره عاطفة الإعجاب، و شيمة الوفاء من إضافة من إضافة متميزة للبحث الأكاديمي، وهي إضافة بأسلوب أدبي لطيف العبارة، و بليغ الإشارة...

............. .................. ........

1. و لئن لم يحظ الشابي في حياته برؤية مشروعه التجديدي في الشعر وقد تحقق بشكل ملموس ...
2. و لئن لم يحظ الطاهر الحداد، في حياته أيضا، برؤية مشروعه الإصلاحي بخصوص تحرير
المرأة، وقد تحقق بشكل ملموس...

3. فإن رائد "المدرسة العصرية" الأستاذ محمود الشبعان قد حظي، كما لم يحظ الشابي و الحداد، برؤية مشروعه الإصلاحي يرى النور، و يدخل حيز التنفيذ، وذلك عندما كان هذا الرائد الفذ على قيد الحياة... يواصل النضال على كافة المستويات وهو معلم، وهو مدير مدرسة، وهو متفقد، وهو مدير تربص بدار المعلمين، وهو مشرف على مكتب البحوث البيداغوجية، وهو رئيس تحرير مجلة " النشرة التربوية " وهو مؤسس مجلة الأطفال (الرياض) وهو مؤسس مجلة (المدرسة المفتوحة) وهو مديرعام للتعاضدية التونسية للتعليم العصري، وهو عضو مؤسس لجمعية أحباء (فريني) وهو مؤسس أيضا للجامعة الإفريقية لمنظمات التعليم العصري. وكأن كل هذه الحركية لا تكفي فإن هذا الرائد الفذ قد أثرى المكتبة بأكثر من خمسين كتابا من تأليفه في التربية عموما، وفي أساليب التعليم، و في كتب الأطفال، و في التأليف المدرسي، إضافة إلى مجموعة المؤلفات الفقهية الميسرة....

كان شعار... هذا المصلح في المجال التربوي متمثلا في قوله :

4. "إذا أردت أن تكرمني ... فدعني أعمل... !"

... و فعلا، فقد ظل يعمل، و يعمل إلى أن لبّى نداء ربه في سن الخامسة و الخمسين من عمره، رحمة الله عليه.

وليس من شك في أن تكريمه، بعد رحيله، يقتضي من الذاكرة التربوية أو الثقافية، أو الوطنية... أن تعترف له بالجميل، و ترد إليه الاعتبار


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.