استقبل راشد الغنوشي رئيس مجلس نوّاب الشّعب صباح اليوم الاثنين 15 جوان 2020 باتريس برغاميني (Patrice Bergamini) سفير الاتحاد الأوروبي بتونس بمناسبة انتهاء مهامه وذلك بحضور طارق الفتيتي النائب الثاني لرئيس المجلس و نبيل الحجي مساعد الرئيس المكلف بالعلاقات الخارجيّة. واستعرض السفير سجّل العلاقات والشراكات المتميّز بين دول الاتحاد الأوروبي وتونس، منوّها بالجهود المبذولة من الطرفين لترسيخ هذه العلاقات التاريخيّة ومزيد دعمها. وتوجّه رئيس المجلس بالشّكر للسفير على تأمينه لمهامه ونجاحه في تمثيل دول الاتحاد الأوروبي الّتي دعّمت التجربة الديمقراطيّة، مشيرا إلى التحديات الاقتصادية الكبرى التي تعترض تونس. وأكّد رئيس مجلس نواب الشعب أنّ تونس تعتبرُ الاتحاد الأوروبي شريكا استراتيجيّا، مبرزا الانعكاسات الاقتصاديّة والاجتماعيّة على جميع الدول بسبب الأزمة الصحية "كوفيد 19″ والتي تقتضي تعزيز سبل التعاون والشراكة لتجاوز ما أمكن من التداعيات. وأشاد السفير بالتجربة التونسية والمسار الديمقراطي مؤكدا على أنّ لتونس أفضل دستور توافقي في المنطقة، وأكّد أنّ التجاذبات السياسيّة في الديمقراطية أمر عادي ومألوف. وعدّد السفير ما قام به الاتحاد الأوروبي من جهود لمساندة تونس في الكثير من المجالات على غرار التعليم والصحة والرقمنة والتبادل الطلابي، مبرزا أهميّة مواصلة دعم الاتحاد الأوروبي لتونس في أولوياتها المطروحة حاليا لتنشيط الاقتصاد وإيجاد الحلول والتمويلات اللازمة لمعالجة الملفات والقضايا ذات الأولويّة. ولاحظ السفير أهميّة إسراع السلطات في تونس لتحديد حاجياتها بعد تشخيص تداعيات أزمة كورونا التي مسّت كلّ دول العالم، مشيرا إلى أنّ الأزمة الراهنة فرصة لتحقيق التقارب بين الدول والشعوب، وأضاف في هذا الصدد:" أزمة الكورونا التي أجبرتنا على التباعد الاجتماعي تُجبرنا أيضا على التقارب في عديد المجالات كالبحث العلمي والطبي وتبادل الخبرات في مجال مقاومة الأوبئة". وأكّد السفير على وجود فرص لتعزيز التبادل التجاري بين دول الاتحاد الأوروبي وتونس، إضافة إلى وجود تحديات مشتركة بين الجانبين على غرار الهجرة غير الشرعية واللاجئين، كما أشار أن تونس يُمكن أن تكون جزءا من الحلّ في ليبيا وحاضنة لكلّ أطراف النزاع هناك. وشدّد رئيس المجلس على ضرورة التنسيق المشترك بين تونس والاتحاد الأوروبي في الملف الليبي، مضيفا "نحن نشتركُ في حرصنا على إرساء السلام والأمن في ليبيا، وأنّه لا بديل عن الحل الليبي الليبي وعبر الحوار السياسي وأنّه لا مستقبل للحروب الأهليّة والصراعات وحروب الوكالة".