أقدم عدد من أولياء تلاميذ أحد أقسام السنة الأولى بالمدرسة الابتدائية غرة جوان 1955 بمعتمدية فريانة من ولاية القصرين، صباح اليوم الثلاثاء، على غلق أبواب المدرسة ومنع الإطار التربوي والإداري من الالتحاق بمقر عملهم، في حركة احتجاجية تصعيدية للمطالبة بتوفير إطار تربوي لتدريس أبنائهم، الذين لم يزاولوا تعليمهم منذ انطلاق السنة الدراسية. وأوضح الأولياء المحتجون في تصريحات متطابقة لصحفية وكالة تونس إفريقيا للأنباء، أن أبناءهم لم يتلقّوا أية حصة دراسية منذ 15 سبتمبر الماضي، تاريخ العودة المدرسية، مؤكدين أن تحركهم سيستمر إلى حين تدخل وزارة التربية ومندوبية التربية بالقصرين لتعيين معلم قارّ لتدريس أبنائهم وإنهاء حالة الفراغ التربوي التي يعيشونها. وفي هذا الصدد، قال ماجد برهومي، احد اولياء التلاميذ المحتجيين، إن الفصل المعني بقي شاغرًا منذ انطلاق السنة الدراسية، موضحًا أن المعلمة الأولى التحقت بالمدرسة لمدة خمسة أيام فقط قبل أن يتم نقلها إلى معهد فريانة "باعتبارها أستاذة لا معلمة"، على حد قوله، وأضاف أن معلمة ثانية تم تعيينها لاحقًا لكنها لم تباشر عملها بسبب بُعد المسافة عن مقر سكناها، ما جعل التلاميذ دون تدريس لأكثر من شهر ونصف، في وقت تقترب فيه مواعيد الفروض والامتحانات. وأشار برهومي إلى أن الأولياء اضطروا إلى التصعيد وغلق المدرسة بعد أن استنفدوا جميع الوسائل السلمية من اعتصامات ووقفات احتجاجية، دون تجاوب من السلطات المعنية، مؤكدًا أن مطلبهم الوحيد هو "تمكين أبنائهم من حقهم في التعليم أسوة ببقية زملائهم". من جهته، عبّر مصطفى الإيلاهي، وليّ تلميذ آخر بنفس المدرسة، عن استغرابه من عجز وزارة التربية ومندوبية القصرين عن سدّ الشغور رغم وجود آلاف من أصحاب الشهائد العليا العاطلين عن العمل، وقال إن تحرك الأولياء ليس غاية في حد ذاته بل وسيلة للفت نظر المسؤولين إلى وضع غير مقبول، مؤكّدًا تمسكهم بمواصلة الاحتجاج إلى حين تعيين معلم رسمي بصفة عاجلة. وأفاد عضو الفرع الجامعي للتعليم الأساسي بالقصرين، ربيع الصالحي، في تصريح لصحفية (وات)، بأن عدداً من التلاميذ بمدارس ابتدائية اخرى بالجهة ما زالوا محرومين من التمدرس إلى اليوم، بسبب غياب الإطارات التربوية، على غرار مدارس ذراع جديد ومنزل نور والسلاطنية بمعتمدية فوسانة، ومدرسة غرة جوان بمعتمدية فريانة، ومدرستي عمرون والعرقوب بمعتمدية تالة، ومدرسة البلد بمعتمدية جدليان. وأوضح الصالحي أن الفرع النقابي للتعليم الأساسي، طالب في عديد المناسبات بضرورة سدّ الشغورات وتمكين جميع التلاميذ من حقهم في التعليم، واعتبر أنّ الشغورات المسجّلة بعدد من المؤسسات التربوية بالجهة، هي نتيجة مباشرة للحركة الدورية والإنسانية للإطارات التربوية، التي تمّت في غياب التنسيق مع الطرف النقابي، وفق قوله، مما فاقم من حدّة النقص في المعلمين وتسبب في تعطّل سير الدروس بعدد من المدارس. ولا يمكن لصحفية "وات" الحصول على معطيات بهذا الخصوص من المندوبية الجهوية للتربية، بسبب عدم تجاوبها.