العرض كان مبهرا.. قاعة مسرح الفن الرابع بالعاصمة استضافت مساء السبت 21 مارس عرضا خاصا من فعاليات أيام قرطاج الموسيقية بحضور مدير الايام بنفسه . وبالرغم عن غياب وسائل الإعلام فإن عرض "الطفل البدع" يستدعي الانتباه والمتابعة… وكانت إدارة "الأيام" قد بادرت إلى برمجة مشروع مجدد تحت عنوان "الطفل المبدع" إيمانا منها ان الطفل يجب أن يحضا بمكانة متميزة في هذه الدورة التي رفعت شعار التجديد في محتواها، لأن الأطفال يحتلون مكانة خاصة في سلم الابداع والخلق ولأن الاهتمام بالطفل الموسيقي هو استثمار في مستقبل هذا الفن في البلاد وفي مستقبل انتاجاها الموسيقي… وقد امتد اعداد هذا البرنامج على مدى أكثر من شهر قبل موعد مهرجان الموسيقى إذ استوجب الأمر القيام بعملية اختبار واسعة شملت العديد من الأطفال بين 8 و16 سنة في كل الولايات من أجل اختيار أفضلهم وأكبرهم موهبة حتى تقع متابعته من قبل الأخصائيين لابراز وصقل هذه الموهبة. واستوجب الأمر بعدئذ انتقاء المواهب الأفضل في 4 مراكز جهوية ، ففي صفاقس وقع تجميع ولايات الجنوب وفي سوسة ولايات الوسط والوسط الغربي وفي باجة ولايات الشمال الغربي وفي العاصمة ولايات الشمال الشرقي وتونس الكبرى… وقد عهدت إدارة أيام قرطاج الموسيقية للدكتور رضا بن منصور ، الأستاذ والباحث في مجال الإيقاظ الموسيقي بإدارة المشروع وورشاته مستعينا بفريق مختص يضم الأستاذ والخبير العالمي في المجال جيرار أوتلان وطلبة من المرحلة الثالثة المختصين في الإيقاظ الموسيقي .. وقد تطلب الأمر بعد عملية الانتقاء القيام بتدريبات مكثفة دامت طيلة أيام أسبوع المهرجان حتى يتمكن الأطفال المبدعون من تحسين آدائهم والتعود على مجابهة الجمهور والركح والأضواء والعمل ضمن فرقة متكاملة وبقيادة قائد الفرقة ومساعديه… وعند ارتقائهم خشبة مسرح الفن الرابع كان الأطفال متحمسين وفي نفس الوقت متوجسين من اللحظة الكبيرة لحظة لقاء الجمهور خاصة وان العديد من الأولياء كانوا في القاعة وكلهم آذان وعيون لمتابعة ابداعات أبنائهم.. واستهل العرض بمقطوعات من الايقاظ الموسيقى للصغار في السن فبل أن يتحول إلى الأكبر سنا والذين شكلوا فرقة متكاملة بمختلف الآلات الشرقية والغربية وتحت قيادة الأستاذ رضا بن منصور بنفسه عزف الأطفال باقتدار وغنوا أولا التراث الموسيقي التونسي عبر عديد الموشحات قبل أن يغنوا لكبار الفنانين من فيروز إلى عبد الوهاب إلى صباح فخري مشنفين آذان الحاضرين بأداء رائع ومتناسق جعل القاعة تقف عديد المرات لتحيي الأطفال بالتصفيق الطويل..
