لا نبالغ إذا قلنا أن البنية التحتية لمدينة باجة أصبح وضعها يقترب من الكارثة والبلدية والسلطات المحلية لاتحرك ساكنا كما أن التنوير العمومي منعدم فى مناطق واسعة من المدينة ويتواتر بين الغياب والحضور في مناطق أخرى. القمامة مكدسة فى الأحياء الراقية والشعبية والصيف ينبئ بزحف الناموس والحشرات زد على ذلك حملة تلوث قصوى يشهدها شارع خيرالدين باشا أو ما يعرف بباب الجنائز وهو وجه البلاد وقبلة كل من يحب باجة ويعشق منتوجها كل هذا وما من متحرك أومتحرج أو غيور على ما وصلته المدينة عدا بعض المحاولات المعزولة لإيقاظ العزائم من لدن ناشطين على الفضاء الافتراضي . تجدر الإشارة أننا كتبنا على هذه الصفحات عدة مواضيع حول مسألة البنية التحتية للمدينة ودرجة تراجعها لكننا نعيد الكرة من باب «ذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين» وباب عدم إجراء أية تحسينات أو إصلاحات للطرقات الرئيسية والفرعية للمدينة فشارع الحبيب بورقيبة الذي يمثل عصب الحركة والشريان الرئيسي الرابط بين شمال المدينة وجنوبها يشهد عديد التكسيرات والحفر نتيجة ضغط حركة المرور وتسوء حالته كلما كانت هناك أمطار. شارع الجمهورية والذي يضم عديد المحلات التجارية والمساكن ويوجد في قلبه مقر بلدية باجة لم يشهد هو الآخر أي تصليحات منذ سنوات ولم يخل من حفر كبيرة وتشويهات. من جهة أخرى يمثل المشهد على مستوى طريق كساب كارثة وعارا على هذه المدينة حيث أصبح شبيها بمسلك فلاحي أو أسوء فاختفت آثار التعبيد تماما وبرزت حفر كبيرة وحتى قنوات الصرف الصحي أصبحت مهددة ويعيش سكان المنطقة ومستعملو الطريق في اتجاه منطقة كساب والغيرية صعوبات كبيرة فى استعمال الطريق وقد وردتنا عديد التشكيات من أصحاب سيارات التاكسي والنقل الريفي وحتى السيارات الخاصة وحتى المارة لم يخفوا تذمرهم جراء غياب ممر خاص بهم. ولعل أبرز إشكال جراء حالة تكسير الطريق هو المكان المقابل للمدرسة الابتد ائية طريق كساب حيث نرى حفرا كبيرة مليئة بالمياه جراء تهشيم الطريق وكسر بعض قنوات الصرف الصحي إضافة الى ركود مياه الأمطار ورغم بعض محاولات الإصلاح تعطلت الأمور أمام المدرسة وتعسر تنقل التلاميذ والمعلمين والأولياء وهو أمر وجب معالجته بصفة عاجلة جدا. من الطرقات التي لم تسلم من التشويه وغياب التنوير العمومي وغياب الإصلاح هو الطريق الحزامي الرابط بين القاعة المغطاة ومحطة النقل البري مرورا بمحطة القطارات والذي يتطلب هو الآخر تدخلا عاجلا من طرف البلدية لإجراء مراجعة جذرية وتعبيده بطريقة علمية وليس فقط سد الحفر بمادة الرمل على غرار ما تقوم به البلدية الآن فالأمر لم يعد يطاق ولم يعد مقبولا من أصحاب السيارات والمارة والسكان كما يمثل مصدر حرج أمام كل زائر للمدينة أو للشمال الغربي ونذكر بالخصوص أشقاءنا الجزائريين . وكل هذه المناطق نعددها على سبيل الذكر لا الحصر فالأحياء والمناطق السكنية ليست أوفر حظا وكنا قد اتصلنا بأحد أعضاء النيابة الخصوصية للمدينة لاستجلاء موقف البلدية مما وصلته البنية التحتية فأخبرنا أن هناك ميزانية مخصصة للاستثمارات البلدية وقع اعتمادها قبل الثورة وهي مخصصة لتحسين الطرقات وتعبيدها والصيانة والتنوير العمومي يبقى أن المشكلة هي مسالة التصرف في هذه الميزانية حيث لا تسمح الوضعية القانونية للنيابة الخصوصية باستعمال هذه الأموال حيث تعتبر سلطة انتقالية وغير منتخبة لكن بالمقابل صرح مصدرنا أن النية متجهة الى نشر طلبات عروض من طرف البلدية للمقاولين المختصين في التنوير وفي صيانة الطرقات وذلك لتدارك الوضعية التي وصلتها البنية التحتية لمدينة باجة من جهتنا نقول أنه لا كرامة ولا حرية لمواطن بدون مدينة نظيفة وبنية تحتية توفر الحد الأدنى من العيش الكريم.