أعرب رئيس جمعية "منتدى الجاحظ" في تونس، صلاح الدين الجورشي، عن استغرابه الشديد للطريقة التي تعاملت بها معه السلطات الأمنية بمنعها له من إقامة محاضرة لرجل دين فرنسي قدم في زيارة إلى تونس، واعتبر ذلك عملاً غير مفهوم استهدف جمعيته الثقافية البعيدة عن أي توجهات سياسية. وأكد الجورشي في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، أنّ قرار المنع أو التضييق الذي اعتمد في التعامل مع المحاضرة، التي كان من المفترض أن يلقيها الأب موريس بورمانس عن المستشرق الفرنسي الراحل لويس ماسينيون ومواقفه من العالم الإسلامي؛ لم يكن مفهوما على الإطلاق، وقال "هذه أول مرة نتعرض فيها إلى مشكلة بهذا الحجم، وقد كان أسلوباً مفاجئاً، ونحن الآن بصدد إجراء اتصالات حثيثة لتبيّن حقيقة الموقف، و(نحن) حريصون على إيصال كلمة المنتدى للسلطات الرسمية". ونفى الجورشي أي علاقة للمنتدى بأي طرف سياسي، أو أن يكون في المنتدى عناصر من حركة النهضة ذات التوجّه الإسلامي، وقال "نحن حريصون على الحوار مع السلطة، ونؤكد أننا لسنا طرفاً سياسياً، ونحن نادٍ ثقافي يقوم بدوره الثقافي ولا نريد أن نتحوّل إلى جمعية احتجاجية، وأيدينا ممدودة للحوار"، وفق تعبيره. ورفض رئيس منتدى الجاحظ إلحاق الصفة الإسلامية بالمنتدى، وقال "نحن نؤمن بالتنوير وبالمساهمة في التوعية على المستوى الثقافي، ولذلك نحن في المنتدى منفتحون على جميع المثقفين، وقد استضفنا في ندوات سابقة مثقفين من التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم، كما أنّ محور عملنا لهذا العام ينصبّ على الإصلاح في تونس منذ القرن الماضي إلى اليوم". وتابع المثقف التونسي البارز قائلاً "نحن بالتحديد جمعية ثقافية وليست لدينا أي صبغة دينية، لكننا نعمل لتجديد الثقافة العربية الإسلامية على أسس معاصرة، وليس من بين أعضاء الهيئة المديرة للجمعية أي من أعضاء حركة النهضة على الإطلاق، وإنما من أعضاء الجمعية أشخاص كانت لهم خلافات في السبعينات مع الجماعة الإسلامية منذ فترة طويلة، ولهذا كله فوجئنا بهذا السلوك ضدنا"، على حد تأكيده.