شهد المركز الثقافي بالمنزه السادس مساء الجمعة احتفالا بذكرى تأسيس منتدى الجاحظ في عامه العشرين تحت عنوان- « 20عاما من التفكير،من الصمود،من الأسئلة،من الحوار، من التنوير،من المراجعات،من البحث». احتفال تخلله معرض تشكيلي للأستاد ببو، وحفل لفرقة -أنغام الحرية- الموسيقية التي رددت أغان ذات نفس وطني على غرار يا نسمة الحرية- ،-يا بلادي صرتي عالية-،-يا شهيد-.. وقد أشار السيد صلاح الدين الجورشي رئيس هذا المنتدى منذ البداية الى أن منتدى الجاحظ يعد من أقدم الحركات الثقافية في تونس التي تسعى دائما الى ان تكون إطارا ثقافيا بامتيازيعطي الفرصة لكل التونسيين لتأسيس فكر حر في ظروف كانت صعبة جدا جعلت الناشطين فيه في حالة من التحيل حتى يتمكنوا من مواصلة مشوارهم بعيدا عن عنجهية الأمن وتسلطه ومحاولة سد المنافذ في وجوههم. كما بين الجورشي أنه تاريخيا لا يمكن الحديث عن منتدى الجاحظ دون الحديث عن التيار الإسلامي التقدمي..والتطورات التي شهدتها بلادنا تؤكد أن المغامرة التي خاضها عدد قليل من الشباب لم ترتق الى مستوى المسؤولية..شباب كانت تدفعهم رغبة في التغيير واستشراف المستقبل..بيد أن التيار الاسلامي بدأت تتبلور تساؤلاته الاولى ومخاضه في أواخر السبعينات بعيدا عن الاضواء وداخل مجموعة صغيرة كانت تهيئ نفسها لتنتقل الى مراحل التأسيس السياسي..لتتوالد الاسئلة في رحم هذه الجماعة.. ويرى مؤسس هذا المنتدى أن ما يميز هذا التيار خمس خصائص، أما الخاصية الاولى فهي المراجعات وهي بداية أخد مسافة للقناعات التي بدت وكأنها راسخة ثم إن أصعب شيء في تاريخ الحركات هي مرحلة المراجعات.، وهناك مراجعات جزئية يمكن التكيف معها ومعالجتها ومحاصرتها بشيء من الهدوء ولكن حين تصبح المراجعات عميقة أو تتجه نحو التشكيك بثوابت الجماعة نصبح نتحدث عن تحول نوعي.. ويضيف الجورشي ان الحركة الاسلامية التقدمية وجدت نفسها في آخر السبعينات وأول الثمانينات أنها بصدد تحمل مسؤولية المراجعات الكبرى، وهو ما أثر على الخط العام للحركة الاسلامية التونسية. الخاصية الثانية حسب الجورشي هي الفكر النقدي خلافا لعملية التأسيس في السبعينات التي كانت تسلم بالثوابت والافكار ، ونقد الممارسة الحركية الذي لا يتوقف مرورا بالسلفية والاخوان المسلمين كمدرسة وتيار وصولا الى مراجعة التراث الإسلامي وإعادة النظر في قضية الفتنة الكبرى وهو ما يوضح طريق التعامل مع الفكر التأسيسي.
حتى لا يتحول المنتدى إلى منبر سياسي
ثالثا عملية التأسيس بل ضرورة تأسيس شيء جديد، ذلك أن الحركة الاسلامية لم تكن مطمئنة الى النمودج المهيمن في مجتمعنا والنمودج اليساري الذي يطرح نفسه كبديل أي ان الاسلاميين وجدوا أنفسهم يناقشون كل النمادج بحثا عن نمودج جديد كما يريدونه. اما الخاصية الرابعة لهذا التيار والكلام دائما للجورشي- فتتمثل في ان الاسلام في مصالحة دائمة مع الحريات ومع التنمية في مفهومها العميق. الخاصية الخامسة هي السعي الدائم الى فهم خصوصيات المجتمع المدني والايمان بان الغرب جزء من الذات وليس الذات والمرآة والنموذج الذي يجب ان نذوب فيه. منتدى الجاحظ ادن همه الوحيد هو المحافظة على هذه الخصائص. فالتاسيس الثقافي هو تاسيس لرؤية مختلفة للانسان والمجتمع والحياة..كما ان المثقف متمرد بطبعه لا يقبل القيود والضوابط. كما بين الجورشي ان من بين خصائص الندوات التي اقيمت انها تحاول دائما اعادة النظر فالحقيقة نسبية.. ثم اكد على انه لا يريد ان يتحول منتدى الجاحظ الى مجال سياسي لان المجال السياسي له خصوصياته ..اما عن مساهمة المنتدى في ظل التحول الديمقراطي فتتمثل في السعي الى تقديم المساعدات لترويج ثقافة سياسية جديدة ..