قالت جماعة دولية تدافع عن حقوق الإنسان يوم الخميس ان الشرطة التونسية اعتدت على اثنين من النشطاء المدافعين عن حرية الصحافة بعد عودتهما من رحلة في أوروبا حيث تسلم أحدهما جائزة سلام. وقالت الشبكة الاورو- متوسطية لحقوق الانسان ان مسؤولي الجمارك اصطحبا سهام بن سدرين وعمر مستيري الى مكتب خلفي يوم الاثنين بعد أن رفضا اطلاعهم على محتويات جهازي كمبيوتر محمول خاصين بهما دون اذن رسمي بالتفتيش. وأضافت الشبكة في بيان أنه "بمجرد دخولهما المكتب تم عزلهما وتعرضا لاعتداءات قاسية من قبل رجال الشرطة الذين صادروا جهازي الكمبيوتر والتليفونات المحمولة الخاصة بهما بعد أن ألقوا بها على الارض." وتابع البيان قائلا ان الصحفيين "تعرضا بعد ذلك بفترة قصيرة لتفتيش ذاتي بالقوة مع تجدد للعنف الذي انتهك بشدة سلامة وحرمة جسديهما." وقال البيان انه أطلق سراح بن سدرين ومستيري بعد احتجازهما لمدة ست ساعات وأخذ نسخ من الملفات الموجودة على جهازي الكمبيوتر الخاصين بهما. وقالت الفدرالية الدولية للصحفيين ان بن سدرين أصيبت بكدمات وبتمزق في الاربطة وان الاثنين قدما شكوى. وقالت الفدرالية ان مستيري هو رئيس تحرير صحيفة الكلمة وبن سدرين هي الامين العام للمرصد الوطني لحرية الصحافة والنشر والابداع في تونس. ومنحت بن سدرين الشهر الماضي "جائزة السلام لعام 2008" من مؤسسة السلام الدنمركية. ولم يتسن لمسؤول تونسي أن يعلق على الفور. وتعد تونس من أكثر دول شمال افريقيا استقرارا ورخاء لكن الحكومة تتهم على نطاق واسع بتكميم حرية الصحافة وضرب المعارضين وسجنهم. وتنفي الحكومة الاتهام. وفي يناير كانون الثاني الماضي انتخب 450 صحفيا تونسيا قيادة نقابة الصحفيين التونسيين وهي أول نقابة للصحفيين في البلاد بتأييد ضمني من الحكومة. وأشادت الفدرالية الدولية للصحفيين بهذه الخطوة باعتبارها "خطوة تاريخية نحو الاصلاح."