قال خبراء الجمعة ان تونس تجتذب المزيد من الاستثمارات الاجنبية لكن يتعين عليها اصلاح قطاعها المالي وتطوير البنية الاساسية لتكنولوجيا المعلومات لتحقيق هدفها في ان تصبح مركزا لصناعة الخدمات. وقال جان اريك اوبير وهو مسؤول بالبنك الدولي علي هامش منتدي للاستثمار يستمر يومين في تونس التعليم والبنية الاساسية للاتصالات والتطور التكنولوجي اشياء مناسبة... لكن يجب علي البلاد أن تعدل اطار عملها المالي والظروف المالية والحوافز التي تساعد المستثمرين علي الاستثمار هنا . وتفوقت تونس، التي كان اقتصادها ذات يوم يعتمد علي الزراعة، علي جيرانها بتطوير صناعة المنسوجات وتجميع السيارات والصناعات الغذائية واجتذاب ملايين السياح الي شواطئها. وهي الان تطور صناعات خدمية في الخارج مثل مراكز اتصالات تخدم الدول الناطقة بالفرنسية معتمدة علي اجادة شعبها للغة. لكن مراقبين يقولون ان الحكومة تجاهد لجذب الاستثمارات الاجنبية لقطاع الخدمات وتكنولوجيا المعلومات بسرعة كافية لتحقيق النمو الاقتصادي المطلوب لاستيعاب الاعداد الكبيرة من الخريجين. وقال هادي جيلاني رئيس اتحاد ارباب العمل التونسيين تونس تطمح في ان تصبح مركزا دوليا لخدمات الاعمال. فهي تمثل فرصة مغرية للشركات التي تتعامل مع تكنولوجيا معلومات متطورة . وتتوقع الحكومة ان تزيد مساهمة قطاع الخدمات في اجمالي الناتج المحلي الي 35 بالمئة علي مدي العقد المقبل من أكثر من 20 بالمئة حاليا. وقال اوبير انه للحفاظ علي مكانتها بين المنافسين الآسيويين الجدد يتعين علي تونس تقديم منتجات وقطاعات جديدة والاستمرار في الاستثمار في مجالات التعليم وتحسين البنية الاساسية. ووفرت الاستثمارات الاجنبية 260 ألف فرصة عمل في العقد الماضي اي حوالي 80 في المئة من الاعمال التي تحتاج لاعداد كبيرة من العمال مثل الصناعات الغذائية والغزل والنسيج وتجميع السيارات. وتظهر بيانات رسمية ان هناك 2700 شركة اجنبية ارتفاعا من 900 شركة في عقد التسعينات. وقال برنار مارتل رئيس غرفة تجارة ابيفيل في فرنسا مشيرا الي عمال تونس المهرة غير المكلفين العدد الكبير للشركات الاجنبية (في تونس) يظهر أن مناخ الاعمال مغر للغاية . ويبلغ معدل البطالة الرسمي 13.9 بالمئة لكن السلطات تقول ان تسارع معدل النمو سيساعد علي خفضه الي 10.3 بالمئة في عام 2016. وأغلب الاستثمارات الاجنبية تأتي من أوروبا وخصوصا فرنسا وايطاليا واسبانيا. لكن في بادرة علي تزايد الاقبال قالت شركة اعمار العقارية ومقرها دبي في نيسان (ابريل) انها تعتزم استثمار 1.82 مليار دولار في مشروع عقاري يستهدف الاثرياء الذين يريدون منزلا اخر. وقال بيرو البيزي رئيس كونسرتيوم ايطالي انه مما يجذب الشركات الايطالية الي تونس الاطار القانوني والتسهيلات المصرفية والعمال المؤهلين لكن المصنعين يحتاجون الي توصيل منتجاتهم بسرعة أكبر الي العملاء والاسواق. وأضاف قائلا الشركات الايطالية يمكنها ايجاد معادل للصين هنا... بالمقارنة بدول المغرب العربي الاخري تونس هي الافضل. لكن يتعين عليها تحسين توقيتات التسليم . وتتوقع الحكومة ان ترتفع الاستثمارات الاجنبية الي 1.2 مليار دينار (900 مليون دولار( في 2006 من 1.088 مليار قبل عام. وتأمل أن تشكل الاستثمارات الاجنبية 26.1 في المئة من الناتج المحلي الاجمالي بحلول 2016 مقارنة مع 22.7 في المئة هذا العام.