بدأت القوى الامنية الجزائرية الثلاثاء عمليات البحث عن سائحين نمسويين تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي خطفهما قرب الحدود التونسية ويرجح وجودهما في الجزائر. وذكرت صحيفة "النهار" الجزائرية الثلاثاء ان السائحين النمسويين اللذين خطفا في تونس في 22 شباط/فبراير موجودان في الجزائر في منطقة تمتد بين تبسة ووادي سوف. وهذه المنطقة معروفة بايواء مجموعات اسلامية مسلحة. وغالبا ما تقوم القوى الامنية بتمشيطها. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادر جزائرية ان المجموعة اجتازت الحدود الجزائرية بين ولايتي تبسة ووادي سوف (شرق) مشيرة الى ان اعمال البحث مستمرة لتحديد مكانها وتطويقها بهدف فتح قنوات حوار والتفاوض معها. ولم يتسن تأكيد هذه المعلومات من مصدر رسمي. الا ان صحيفة "النهار" الجزائرية ذكرت الثلاثاء على موقعها الالكتروني ان خاطفي السائحين النمساويين انتقلوا الى مالي بعد عبور الجزائر وليبيا. وقالت الصحيفة نقلا عن "مصادر متطابقة" في الجزائر "ان خاطفي السائحين النمساويين نجحوا في بلوغ الساحل عبر الجزائر وليبيا وعادوا بذلك الى قاعدتهم الخلفية في مالي". وتبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي في بيان نشر على شبكة الانترنت مسؤولية خطف السائحين النمسويين في جنوبتونس محذرا الجزائر من اي محاولة تدخل عسكرية قد تعرض حياة السائحين للخطر بما اوحى بوجود الرهينتين في الجزائر. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية النمسوية الثلاثاء لاذاعة "او ار اف" ان النمسا طلبت من الجزائر ومن تونس عدم التدخل عسكريا من اجل حماية حياة الرهينتين. واعلن الثلاثاء وزير الداخلية النمسوي غونتر بلاتر امام البرلمان ان بلاده "لم تتلق بعد اي مطالب" من الخاطفين. وفي شريط مسجل بثته قناة "الجزيرة" الاثنين قال متحدث باسم تنظيم القاعدة في المغرب صلاح ابو محمد ان المخطوفين هما "رجل يعمل مستشارا اسمه ولفغانغ ابنر وامرأة ممرضة اسمها اندريا كلويبر وهما في صحة جيدة ويعاملان معاملة حسنة". وقالت الصحف النمسوية الثلاثاء ان السائحين فقدا في 18 شباط/فبراير بعد ان اتصلا من تطوان (جنوب شرق تونس) ببرنار ابنر نجل وولفغانغ ابنر. وكان يفترض بهما ان يتصلا به مجددا في 25 شباط/فبراير لكنهما لم يفعلا. عندها ابلغت عائلتاهما السلطات. وذكرت صحيفة "داي برس" الثلاثاء انه تم كذلك ابلاغ الانتربول. وكانت وزارة الخارجية النمسوية اعلنت في السادس من آذار/مارس ان رجلا وامرأة نمسويين فقدا في جنوبتونس منذ منتصف شباط/فبراير. وكان السائحان انطلقا من جنوى في ايطاليا الى تونس في التاسع من شباط/فبراير على متن سفينة مع سيارتهما الرباعية الدفاع وكلبي صيد. وسحبا مبلغا من المال في قفصة (جنوب غرب تونس) في 12 شباط/فبراير. وفي 14 شباط/فبراير كانا في الصحراء التونسية. في ايار/مايو 2003 تدخل الجيش الجزائري عسكريا لتحرير رهائن غربيين محتجزين لدى الجماعة السلفية للدعوة والقتال التي انضمت في ايلول/سبتمبر 2006 الى تنظيم القاعدة. وتمكن الجيش من تحرير 17 من السياح ال32 السويسريين والالمان والهولنديين شمال تمنراست (اقصى الجنوبالجزائري). ثم افرج عن 14 رهينة اخرى في 18 آب/اغسطس التالي في كيدال (مالي) بعد ان دفعت برلين فدية بقيمة خمسة ملايين يورو بحسب معلومات لم يتم التأكد منها. وتوفيت رهينة المانية في الصحراء في نهاية حزيران/يونيو. وتبين ان المخطط الرئيسي لعملية احتجاز الرهائن هذه كان الجزائري الاسلامي عماري صايفي الملقب بعبد الرزاق او "البارا" (المظلي). وتم توقيفه في تشاد في 2004 وسلم الى الجزائر حيث يفترض ان تبدأ محاكمته التي ارجئت مرات عدة حتى الآن.