بدأت القوى الأمنية الجزائرية أمس الثلاثاء عمليات البحث عن سائحين نمساويين تبنى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي خطفهما قرب الحدود التونسية ويرجح وجودهما في الجزائر. وأكد مصدر أمني لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) أمس وجود تحركات أمنية كبيرة على طول الشريط الحدودي بين ولايتي تبسة والوادي بالقرب من الحدود التونسية (700 كم شرق العاصمة الجزائرية)، وذلك بالتزامن مع تواتر أنباء حول إمكانية تهريب تنظيم القاعدة لسائحين نمساويين إلى داخل الجزائر بعد اختطافهما. واستبعد المصدر في الوقت نفسه «أن تقوم تلك القوات بعمل عسكري في المنطقة على الأقل في الوقت الحالي».وبينما ذكرت صحيفة «النهار الجديد» على موقعها الإلكتروني أمس الثلاثاء أن خاطفي السائحين النمساويين انتقلوا إلى مالي بعد عبور الجزائر وليبيا، قالت الصحيفة في عددها الصادر أمس: إن سلطات الأمن الجزائرية تحاول تحديد مكان السائحين النمساويين اللذين أعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أمس الأول الإثنين عن خطفهما من تونس واقتيادهما إلى الجزائر. وأفادت الصحيفة بأن عمليات البحث جارية لتحديد مكان الخاطفين والبدء في التفاوض لإطلاق سراح هذين السائحين. وأضافت بالقول: «على الرغم من أن الجزائر تفضل الحسم العسكري في هذه القضية بناء على تجارب سابقة إلا أن السلطات النمساوية تراهن على التفاوض مع الخاطفين لحماية حياة السائحين، وهما رجل وامرأة» موضحة أن اتصالات تجري حالياً بين النمسا والجزائر للبحث عن طريقة لإنهاء أزمة السائحين والحفاظ على حياتيهما. وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد ربط بين خطف هذين السائحين وما يتعرض له الفلسطينيون في قطاع غزة. وتدرس النمسا في هذه الأثناء رسالة جديدة وردت على ما يبدو من خاطفي سائحين أعلن تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي مسؤوليته عن خطفهما. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية رودولف جوليا خلال مؤتمر صحفي: إن الرسالة التي نشرت على موقع على الإنترنت الليلة الماضية شملت بيانات صحيحة لجوازي سفر السائحين وهما مستشار الضرائب فولفجانج ابنر (51 عاماً) ومرافقته أندريا كلويبر (43 عاماً). وأضاف: «إنه دليل لكنه ليس إثباتاً». وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بيتر لاونسكي خلال المؤتمر الصحفي: «الرسالة.. هددت بعواقب في حالة العمل العسكري». وذكر أن الاتصالات المكثفة لا تزال مستمرة مع حكومتي الجزائروتونس وأن النمسا وجهت نداء للبلدين «بالامتناع عن أي عمل عسكري محتمل». وكان السائحان انطلقا من جنوا في إيطاليا إلى تونس في التاسع من شباط على متن سفينة مع سيارتهما الرباعية الدفع وكلبي صيد. وسحبا مبلغاً من المال في قفصة (جنوب غرب تونس) في 12 شباط. وفي 14 شباط، كانا في الصحراء التونسية. إلى ذلك، ذكر تقرير إخباري أمس الثلاثاء أن الجيش الجزائري قتل أربعة أشخاص يشتبه في أنهم من المتشددين الإسلاميين خلال عملية تمشيط في جبال إقليم القبائل بشمال البلاد.