لا زالت عشرات العائلات التونسية متمركز بمنطقة عائشة أم شويشة بقرية عقلة أحمد، 24 كلم شرقي دائرة بئر العاتر بولاية تبسة. وقدّر مصدر رسمي عدد النازحين بنحو 135 شخص يقيمون بصفة غير شرعية بالتراب الجزائري منذ ثلاثة أيام. استنادا لتصريحات بعض المواطنين التونسيين المتواجدين بإقليم بلدية بئر العاتر، فإن السلطات التونسية اعتمدت ''سياسة الصمت'' حيال الوضعية المزرية لأبناء معتمدية ففصة، خاصة قرية أم لقصاب في بلدية أم العرائس التي تنحدر منها عائلات عبيدي، وغوادية المنتسبة لعرشي أولاد سلامة وأولاد وصيف. العائلات النازحة التي نصبت خيمتها بعقلة أحمد، والتي زرناها أمس، عبّرت لنا عن تذمرها من أوضاعها المزرية سيما تفشي البطالة والفقر والأمراض وحرمان أبنائهم من الحق في التمدرس والعمل. ويضيف مواطن آخر أن الحوض المنجمي التونسي (ففصة، الرديف، أم العرائس) شهد الأسبوع المنصرم مظاهرات تحوّلت إلى أحداث شغب رفع خلالها المتظاهرون شعار ''أموال الشعب في القصور وأبناء الشعب في الخيام''، تعبيرا عن درجة التذمر الذي انتشر لدى الفئات العاطلة عن العمل في هذه المناطق. وقد نشر الحزب الديمقراطي التقدمي التونسي صورا حية لهذه المظاهرات على موقع بشبكة الأنترنت. واكتفت الأجهزة الأمنية الجزائرية (حرس الحدود، الدرك الوطني...) بمراقبة الأوضاع عن كثب، وحرصت على عدم تعرض المواطنين التونسيين لأي مكروه، كما أخضعت النازحين لفحوصات طبية، وطلبت من العائلات المعنية عدم تقدمهم في التراب الجزائري أكثر من الوضعية الحالية. واصطفت شاحنات وحافلات نقلت أكثر من 200 عنصر لقوات الأمن التونسية دون أن تتخذ أي إجراء تجاه النازحين، ويبدو أن صمت السلطات التونسية ينم عن رغبتها في مبادرة السلطات المحلية لولاية تبسة بطرد العائلات النازحة. كما تنقل إلى عين المكان القنصل العام الجزائري بففصة رفقة ممثلين عن السلطات المحلية بولاية ففصة التونسية وتحاوروا مع العائلات التونسية واستمعوا لانشغالاتهم محاولين إقناعهم بالعودة دون جدوى. وفي غضون ذلك قام سكان دوار عائشة أم شويشة بقرية عقلة أحمد بتموين العائلات النازحة بالمواد الغذائية والأدوية وحليب الأطفال بعد أن جمعوا مبلغا من المال صرف في توفير هذه المواد وتوزيعها على الوافدين الأشقاء.