. عبرت عشرات العائلات التونسية القاطنة على طول الشريط الحدودي الشرقي لبلدية بئر العاتر بتبسة، وبالضبط بقرية عقلة أحمد، الحدود نحو دوار ''عائشة أم شويشة''، الذي لا تفصله سوى 700 متر عن نقاط التماس للحدود بين البلدين. وأقيمت خيمة لتتجمع حولها تلك العائلات التي أكدت أنها فرت من جحيم البطالة والفقر وانتشار الأمراض. وطالب النازحون بلقاء القنصل التونسي في تبسة ووالي ولاية ففصة التونسية. مباشرة بعد تخطي التونسيين الفارين من بلدهم الحدود لرفع مطالب اجتماعية، حسب ما رددوه، طوقتهم فرق حرس الحدود لمنعهم من التوغل أكثر داخل التراب الجزائري، ووفّرت لهم بالمقابل كل الظروف لتأمين حياتهم، وقد حظيوا بمعاملة حسنة، حسب ما أكده شهود عيان ل''الخبر''. ولدى مساءلة هؤلاء التونسيين من طرف مسؤولي الأمن بالمنطقة، علموا أن السبب الذي دفعهم لهذه الهجرة الجماعية هو الفرار من جحيم الفقر والجوع، وأنهم لم يجدوا سوى دخول التراب الجزائري ورفع مطالبهم انطلاقا منه لإسماع صوتهم. وفي اليوم الموالي عاد، من مجموع ال60 تونسيا، 20 إلى بلدهم لظروف صحية لا تسمح لهم بالبقاء أطول من تلك المدة. وتواصلت الأحداث عقب دخول هذا العدد من التونسيين الذي طالبوا بمقابلة القنصل التونسي في الجزائر ووالي ولايتهم قفصة، لكن مطالبهم قوبلت برفض الوالي تنقله إلى عين المكان للاستماع لانشغالاتهم، حيث وبعد اتصالات دبلوماسية بين الجزائروتونس، تنقل نائب والي قفصة إلى مكان تواجد التونسيين للحديث إليهم، لكن اللقاء فشل على اعتبار أنهم أرادوا مقابلة الوالي بصفته وشخصه وليس نائبه أو ممثل عنه، وهذا مع الإصرار على حضور القنصل التونسي في الجزائر. ''الخبر'' انتقلت إلى عين المكان وعاينت تموقع هذه العائلات التي تحمل لقبي ''غوادية، عبيدي'' والتي تنتمي لعرشي'' أولاد سلامة وأولاد وصيف''، وأثناء عودتنا عبر الشريط الحدودي، كشف لنا بعض المواطنين الجزائريين العائدين من تونس عن اندلاع أحداث شغب ببعض بلديات ولاية قفصة، وهي أم العرائس، الرديف، بلدية عاصمة الولاية، كاحتجاج على الأوضاع الاجتماعية الصعبة. وتحدث شاهد عيان عن سقوط 4 ضحايا في صفوف المحتجين، ناهيك عن عشرات الجرحى خلال المواجهات مع قوات مكافحة الشغب التونسية، على خلفية محاولة بعض المجموعات الشبانية مهاجمة المؤسسات والمرافق العمومية الإدارية والمالية. وقد شهدت منطقة عقلة أحمد تحركات مكثفة لحرس الحدود الجزائري لمراقبة الوضعية، وتمركزت سيارة تابعة لوحدة هنشير الرمادة لحرس الحدود الجزائري قرب موقع التونسيين، محمّلة ببعض الأدوية من تأطير ممرض وطبيب، لتقديم فحوصات طبية أولية. القنصل العام الجزائريبقفصة رفقة ممثلين عن ولاية قفصةالتونسية، تحاوروا مع العائلات التونسية واستمعوا لانشغالاتها محاولين إقناعها بالعودة دون جدوى. من جهة أخرى، ربطت مصادر بالمنطقة ما أقدمت عليه العائلات التونسية بالإجراءات التي اتخذتها قوات حرس الحدود التونسية والتي شلت بشكل كبير نشاط المهربين بولاية قفصة، الأمر الذي شل الحركة الاقتصادية والتجارية وأثر على قدرة العيش لدى التونسيين بهذه الولاية الحدودية. وبرأي نفس المصادر فإن ما قام به التونسيون الفارون جماعيا هو مطالبة غير معلنة بالتخفيف عنهم ورفع التضييق المفروض على المهربين، أو توفير ظروف العيش اللازمة لهم، على اعتبار أن سكان هذه الولاية الحدودية يقتاتون من التهريب الذي أثر على سكان هذه الولاية الحدودية، على غرار الولاياتالتونسية الأخرى المحاذية لولايات الطارف وسوق اهراس وتبسة.