رفض الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، أمس، المساومة على أمن “إسرائيل”، مؤكداً في الوقت نفسه، أن حل الصراع في الشرق الأوسط، يتمثل في قيام دولة فلسطينية، حديثة وديمقراطية وقابلة للاستمرار، تشمل الضفة والقطاع. واعتبر أن إطلاق “الاتحاد المتوسطي” يشجع على إرساء السلام في المنطقة، وتساءل في كلمة القاها امام طلاب المعهد الوطني للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا في العاصمة التونسية، في اليوم الأخير من زيارته لتونس” ثمة من يقول لي أن علينا الانتظار. انتظار ماذا ؟ المزيد من القتلى، المزيد من الحرب، فهذه المسألة، “إسرائيل” وفلسطين، تلقي بظلها على مجمل المنطقة العربية”. ويزور ساركوزي في نهاية حزيران/يونيو المقبل “إسرائيل” والأراضي الفلسطينية. ودعا إلى حضور “موعد القمة التاريخي “ لإطلاق المشروع رسمياً، والتي ستعقد في 13 تموز/يوليو في باريس، ويهدف إلى الربط بين دول الاتحاد الأوروبي السبع والعشرين، والدول التي تقع على طول ضفة المتوسط. وتطرق إلى أسباب فشل عملية برشلونة، التي اطلقت عام 1995 بين الاتحاد الاوروبي ودول جنوب المتوسط، معتبراً أنها كانت خطأ لأنها، لم تكن قائمة على الشراكة الحقيقية، وعلى أساس علاقة غير متكافئة، بين الشمال والجنوب، حيث يقرر احد الطرفين فيما الآخر يتلقى”، مشيراً إلى أن المشروع الذي تعرضه فرنسا، يقوم على المساواة، والتكافؤ في الحقوق والواجبات بين ضفتي المتوسط”. وأوضح ساركوزي أنه سيتم أخذ قرار بشأن موقع السكرتارية الدائم للاتحاد، بالإضافة إلى عدد من المشروعات الملموسة أيضاً في القمة. وعلى صعيد آخر، اثنى ساركوزي مجدداً على التقدم الذي حققته تونس على صعيد الحريات، متسائلا “اي بلد يمكنه التباهي بأنه حقق هذا القدر من التقدم خلال نصف قرن؟”. وامتدح التعايش بين الأديان في تونس، ودعا الى نبذ التعصب، والخلافات في العلاقات ما بين العرب والغرب، مشيراً الى أنها بلد: “نموذجي يجب أن تحتذي به جميع الدول التي تعاني من التعصب والتطرف”.