يبدو أن الحرب على الحجاب في تونس وصلت إلى أشدها في الأيام الأخيرة ،لما تقوم به السلطات التونسية من حملة مسعورة ضده ، تدرجت إلى قيام عناصر أمنية باعتراض المحجبات في الطريق العام، ومحاولة نزع حجابهن بالقوة. وقالت لجنة الدفاع عن المحجبات إن عناصر من البوليس السياسي بحي الخضراء في تونس العاصمة قاموا نهاية الأسبوع الماضي بإيقاف فتاتين مرتديتين للخمار في الشارع، وحاولوا إجبارهما على كشف رؤوسهما أمام المارة، وسط التهديد والوعيد بنزع حجابهن بالقوة، على الرغم من توسلاتهنّ وانخراطهنّ في البكاء. وقالت اللجنة إن أحد أقرباء الفتاتين ويدعى خالد ساسي ( 22 سنة)، حاول نجدتهما، وطالب العناصر الأمنية بإخلاء سبيلهما، وأثناء نقاشه معهم استطاعت الفتاتان الفرار من المكان. وأضافت اللجنة أن تعزيزات أمنية حضرت إلى مكان الواقعة إثر ذلك، وجرى البحث عن خالد ساسي في الحيّ المذكور والاتصال بعائلته، ما اضطره لمراجعة مركز الشرطة في اليوم التالي، حيث تم الاعتداء عليه هناك بعنف شديد، وجرى تلفيق العديد من التهم له، منها "التعدي على الأخلاق الحميدة"، و"تعطيل أعوان الأمن عن أداء مهامهم"، وأكدت اللجنة أن الشاب المذكور رهن الاعتقال في الوقت الحاضر. وناشدت لجنة الدفاع عن المحجبات بتونس الهيئات والشخصيات المهتمة بحقوق الإنسان الاهتمام بمعاناة المرأة المحجبة في تونس، وطالبت علماء المسلمين بمساندتهن والتحرك لرفع المظالم عنهن. وطالبت اللجنة من المحامين الغيورين على قضايا الحريات في تونس التدخل وتبنى قضية الشاب الذي حاول الدفاع عن الفتاتين، ودعت السلطات إلى إطلاق سراحه فورا من دون تأخير، وحملتها مسؤولية ما يصيبه من أذى، كما طالبت كل المنظمات والجمعيات الحقوقية التونسية والعربية والدولية الاهتمام بملف هذا الشاب من أجل إطلاق سراحه ورفع المظلمة عنه، ومقاضاة من اعتدى عليه بالتعذيب.