43 نهج الجزيرة تونس e-mail: [email protected] تونس في 17 أوت 2008 بعد معاناة طويلة مع مرض فتاك .. انتقل السجين السياسي السابق عبد الكريم المطوي إلى رحمة الله ..صابرا محتسبا .. اسم جديد يضاف إلى قائمة الشهداء ممن قضوا نحبهم بعد معاناة طويلة مع الظلم و المحاكمات الجائرة و التعذيب و الطواف على مختلف السجون التي تعج بها البلاد و التي نخرت ، و لا تزال ، أجساد خيرة أبنائها و زرع هواؤها المتعفن في دمائهم أمراضا فتاكة ظلت طيلة سنوات السجن ثم في سنوات المعاناة كالقنبلة الموقوتة تمنع دقاتها عنهم النوم و الراحة و العيش في بلادهم أمنين ..إلى أن يوافيهم المصير المحتوم مرضا خبيثا فتاكا لا يملكون جهدا لدفعه و لا تترك لهم أيدي الظلم و الطغيان مجالا لعلاج و لا لتخفيف ألم .. ! رحل الشهيد عبد الكريم المطوي و خلف ابنين أحدهما لميشفع له عمره الغض و مصيبة سجن الوالد فزج به في ذات الزنزانة التي تطبق على أبيه و كان شاهدا على ما تعرض له من سوع معاملة و من إهمال جعلاه يغادر السجن ... عزيمة جبارة و إيمانا راسخا ..و حطام جسد .. ! أي سرطان أصاب بلادا تأكل خيرة أبنائها و تسلمهم واحدا بعد أخر لشتى أنواع السرطان .. هل تختصر حياة الشهيد عبد الكريم المطوي في كتاب معاناته .. : محاكمة و سجنا لقرابة العامين في " العهد السابق " و محاكمة و سجنا لقرابة سبع سنوات في " العهد الجديد " .. ثم سرطان سرى في طحاله و تمدد إلى غشاء معدته .. ثم انتظار للاسم التالي في قائمة ضحايا الإهمال من المساجين المسرحين المحرومين من كل الحقوق و المعرضين لكل المظالم ..و من المدفونين أحياء في الزنازين المتعفنة المظلمة منذ قرابة العشريتين .. ! رحم الله الشهيد و الرحمة على ضمير كل من أمسك عن قول كلمة حق .. و تابع بصمت متواطئ قافلة شهداء الظلم تتابع سيرها دون توقف إلى تتعالى الأصوات : ...كفى قتلا ..! كفى تعذيبا..! ( هاتف العائلة : 24230250 00216 ) عن الجمعية الهيئة المديرة