أفاد الوزير الأول التونسي محمد الغنوشي أمس أن الرئيس زين العابدين بن علي أدخل تعديلاً على الحكومة غادرها بموجبه ستة وزراء بينهم وزير الثقافة محمد عزيز بن عاشور الذي رشحته تونس لمنصب المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألسكو) التي يوجد مقرها في العاصمة التونسية. وحل في مكان بن عاشور وزير الدولة للشؤون المغاربية عبدالرؤوف الباسطي الذي شغل منصب المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية قبل تعيينه سفيراً في بيروت. كذلك عُين وزير الدولة للشؤون المغاربية حاتم بن سالم وزيراً للتربية والتكوين محل الوزير المثير للجدل الدكتور صادق القربي الذي أبصر عهده اضطرابات عدة في القطاع التربوي، وصلاح الدين مالوش وزيراً للتجهيز والإسكان في مكان المهندسة سميرة خياش، ويُعتقد أن لإبعادها من الوزارة علاقة بخلافات مع بعض زملائها وكذلك بمشاكل ظهرت في قطاع البنية الأساسية وخاصة انهيار أحد الجسور في ضواحي العاصمة العام الماضي. وسُمي سليم التلاتلي الذي كان مستشاراً في رئاسة الجمهورية مكلفاً إدارة المشاريع الإستثمارية الكبرى وزيراً للتشغيل محل الشاذلي العروسي، والتلاتلي خبير اقتصادي اعتمدت عليه مصر وتونس في تأهيل القطاعين الصناعين المحليين لمجابهة المنافسة الأوروبية بعد انطلاق تنفيذ اتفاقي الشراكة مع الاتحاد الأوروبي. وكان لافتا في التعديل الصعود السريع للأمين العام الأسبق لاتحاد الطلاب سمير العبيدي الذي عُين وزيراً للشباب والرياضة محل عبدالله الكعبي الذي حمّله المعلقون مسؤولية الأداء الهزيل للمنتخب التونسي في دورة كأس العالم لكرة القدم. وكان أول منصب رسمي شغله العبيدي مندوب تونس الدائم لدى منظمات الأممالمتحدة في جنيف وهو الذي بقي فيه حتى تسميته وزيراً. وارتدى التعديل الوزاري طابعاً فنياً لأنه لم يشمل أي وزارة سيادة، وأتى بعد شهر من عقد المؤتمر العام الخامس ل «التجمع الدستوري الديموقراطي» الذي يرأسه بن علي وفي وقت كان المراقبون ينتظرون الإعلان عن تشكيلة جديدة للحكومة والمكتب السياسي ل «التجمع» في ضوء التعديلات التي طاولت اللجنة المركزية. ويُرجح مراقبون في ضوء الحديث المتواتر عن تغيير في منصب الأمين العام للحزب (الذي يشغله حالياً هادي مهني) الإعلان قريباً عن تغييرات في التشكيلة القيادية للحزب تُكمل التعديل الوزاري.