تستعد وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس لعقد لقاء تاريخي في طرابلس الجمعة مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الذي كان حتى الامس القريب العدو اللدود للولايات المتحدة. وبهذه الزيارة الاولى لوزير خارجية اميركي الى ليبيا منذ 55 عاما تأمل رايس في ان تحقق نجاحا دبلوماسيا نادرا لادارة بوش وان تظهر لكوريا الشمالية وايران الفوائد التي يمكن ان تحصلا عليها بتخليهما عن اسلحتهما للدمار الشامل. وقالت رايس الجمعة في لشبونة حيث توقفت في طريقها الى العاصمة الليبية "هذه لحظة تاريخية تأتي بعد مصاعب كبيرة ومعاناة للعديد من الاشخاص الذين لن يتم نسيانهم او التخلي عنهم وبالاخص الاميركيون من بينهم الذين يشغلون بالي كثيرا". وكانت رايس تشير بهذا التصريح الى ضحايا الاعتداء الذي استهدف طائرة بوينغ 747 تابعة لشركة بان اميريكان فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في 1988 ما ادى الى مقتل 270 شخصا وكذلك الى ضحايا اعتداء ملهى لابيل في برلين الذي كان يرتاده جنود اميركيون والذي اوقع ثلاثة قتلى و260 جريحا في 1986. ولكن رايس التي عقدت مؤتمرا صحافيا مع نظيرها البرتغالي لويس امادو اعلنت انها "سعيدة للغاية" بلقاء الزعيم الليبي مؤكدة ان هذه الزيارة هي "نتيجة للقرار التاريخي الذي اتخذته ليبيا بالتخلي عن اسلحتها للدمار الشامل وعن الارهاب". وشكرت رايس امادو الذي تربط بين بلاده وليبيا علاقات جيدة على النصائح التي زودها بها قبل لقائها المرتقب مع القذافي لناحية طبع الزعيم الليبي الذي غالبا ما يتصرف بتلقائية. واشارت رايس الى "الدور الهام الذي يمكن لليبيا ان تلعبه --وقد لعبته بالفعل-- في المغرب العربي وفي الاتحاد الافريقي" مؤكدة على رغبتها في ان تبحث مع الزعيم الليبي الوضع في السودان "حيث تلعب ليبيا دورا هاما". وقالت "اريد ان ابحث الطريقة التي تتغير فيها لان ليبيا اكثر انفتاحا ليبيا تتغير ستكون امرا جيدا لليبيا كما للمجتمع الدولي". وخلال لقائها القذافي ستبحث رايس ايضا مسألة حقوق الانسان ولا سيما قضية المعارض الليبي فتحي الجهمي (66 عاما) الذي يعيش اخوه في المنفى في بوسطن. والجهمي معتقل منذ 2004 لانتقاده نظام العقيد معمر القذافي ودعوته الى الديموقراطية واجتماعه مع مندوب رسمي اجنبي. ومن المتوقع ان تصل رايس مساء الجمعة الى طرابلس حيث ستلتقي بداية وزير الخارجية عبد الرحمن شلقم ثم تشارك العقيد القذافي مأدبة افطار. وترى ليبيا ان زيارة رايس تكرس عودتها الى المسرح الدولي وتشكل نجاحا مدويا لدبلوماسيتها الجديدة التصالحية بايعاز من سيف الاسلام نجل العقيد القذافي. لكن بعد عشرات السنين من العلاقات المتوترة ما زال القذافي على موقفه. وقال الاثنين ان "ملف الخلاف بين الولاياتالمتحدة الاميركية وليبيا اقفل نهائيا ونحن لا نطمع في صداقة اميركا ولا في عداوتها فقط يتركوننا في حالنا والمهم ان العلاقات لن تكون فيها حروب ولا غارات ولا ارهاب". وقطعت العلاقات الليبية الاميركية في العام 1981 بسبب دعم ليبيا المفترض للارهاب ولم تستأنف الا في 2004 بعد اعلان الزعيم الليبي تخليه عن السعي الى حيازة اسلحة الدمار الشامل. وبعد مؤتمر صحافي مشترك تعقده مع شلقم ستغادر وزيرة الخارجية الاميركية طرابلس ليلا متوجهة الى تونس محطتها التالية في جولة تقودها ايضا الى الجزائر والمغرب.