كشف مسؤول رفيع المستوى في الادارة الأميركية ل «الحياة» أمس أن واشنطن أزالت رسميا اسم ليبيا عن لائحة الدول الداعمة للارهاب، بعد 27 عاما من ادراجه فيها، وأن وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس وقعت القرار وأبلغت الكونغرس بالخطوة المستكملة لعودة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين في أيار (مايو) الماضي. واعتبر المسؤول أنه من شأن الخطوة أن تعزز التعاون الاستخباراتي والعسكري بين واشنطنوطرابلس، وستقوي شراكتهما في الحرب على الارهاب، التي شهدت تقاربا بعد اعتداءات 11 أيلول (سبتمبر) 2001، وبعد تخلي ليبيا عن أسلحة الدمار الشامل في بداية العام 2004. وأكد المسؤول أن الادارة الأميركية أرسلت نسخة جديدة بالدول الداعمة للارهاب الى أعضاء الكونغرس الجمعة الماضي، تستثني ليبيا وتبقي على سورية وايران والسودان وكوبا وكوريا الشمالية. وانتكست العلاقات الاميركية - الليبية العام 1979 عندما هاجم مسلحون السفارة الأميركية في طرابلس، ثم تبع ذلك تفجير ملهى «لا بيل» الليلي في برلينالغربية العام 1986 الذي ذهب ضحيته جنديان أميركيان، ودان القضاء الالماني لاحقا عملاء للاستخبارات الليبية بتدبير الانفجار. وردت واشنطن بضربة جوية لمدن ليبية مما أدى الى مقتل العشرات، بينهم ابنة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي بالتبني. كما فرضت واشنطن عقوبات اقتصادية على طرابلس. وتفاقمت الأزمة العام 1988 مع تفجير طائرة مدنية اميركية فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا، واتهام دولي لعناصر ليبية بالضلوع فيه. وانفرجت هذه الازمة نسبياً بعد موافقة ليبيا على تسليم اثنين من المتهمين في 1999، مثلا امام محكمة اسكتلندية في هولندا ودانت احدهما بالتفجير. ووافقت ليبيا، في اطار انهاء الازمة، على دفع تعويضات لعائلات الضحايا.