شهدت سوق الاوراق المالية الامريكية صعودا في يوم الاثنين 20 اكتوبر/تشرين الاول بعد ورود الوعود في تقديم حزمة استقرار حكومية جديدة وانبثاق الآفاق في التخفيف من حالة الشلل الائتماني، لكن السوق لم تخرج من الأزمة بعد حسب رأي المحللين الامريكيين. وذكر ماوري هاريس مدير الادارة كبير الخبراء الاقتصاديين لدى UBS Investment Research في حديث مع وكالة "نوفوستي" انه " بدأت جهود الحكومة تعطي نتائجها في تحسين الوضع في سوق الائتمان واسقاط الصراع اليومي من اجل البقاء من جدول الاعمال ". وخطب بن برنانكه مدير المنظومة الاحتياطية الاتحادية في الكونغرس الامريكي في اليوم ذاته فأعلن بان من المحتمل ان تقدم الدولة دعما ماليا اضافيا لأن وتائر نمو الاقتصاد ما زالت بطيئة. ودعا برنانكه لأول مرة الى اقرار الحزمة الثانية من الحوافز الاقتصادية. وقد انفقت الحكومة الامريكية في الصيف الماضي مبلغ نحو 100 مليار دولار من اجل دعم الاقتصاد لكن مستوى النفقات الاستهلاكية قد انخفض كثيرا منذ تلك اللحظة. علما ان حجم المبيعات بالتجزئة صار ينخفض للشهر الثالث على التوالي اخذا بنظر الاعتبار معطيات شهر سبتمبر/ايلول. واجاب برنانكه عن سؤال حول المبلغ المقترح للدعم بقوله:" انني لا استطيع ان اذكر للكونغرس ارقاما معينة. فهذا الامر انتم تقررونه. لكنني اعتقد ان المبلغ يجب ان يكون كبيرا.وانا لا استطيع ان اذكر الرقم". بيد ان بعض وسائل الاعلام المختصة بالشئون المالية ترى ان حزمة التدابير الجديدة يمكن ان تتضمن من 150 الى 300 مليار دولار. وقد أكد تفاؤل المستثمرين ايضا حسب ما اوردته مجلة " فوربس" اعلان هنري بولسون وزير المالية الامريكي ان الكثير من البنوك يهتم بأمكانية ورود دعم من الدولة بمبلغ 250 مليار دولار يضاف الى رؤوس اموالها الاسمية، وان الحكومة تؤمن بأن هذه الاستثمارات ستكون ذات مردود بالنسبة الى دافعي الضرائب بمرور الزمن. لكن المجلة المالية الاسبوعية المتنفذة" بارونس" تكهنت بأن فترة ايقاف الركود واعادة الامور الى نصابها في الولاياتالمتحدة لن تكون طويلة ، كما كان يعتقد قبل اسبوع، وهذا ما ساعد على انهاء حالة الفزع في السوق. بيد ان المحللين الذين اوردوا نتائج متفائلة في اليوم يحذرون من ان الازمة ما برحت بعيدة عن الاختتام وستبقى الاسواق في وضع يعتمد على تغير سعر العملة وفقا لتغير الاوقات. وتقول دينا باربر رئيسةBarber Financial Group " يجب على الناس الا يتصوروا اننا بدأنا نخرج من هنا(من لجة الازمة المالية). انا اعتقد بأنه مازال ينتظرنا سباق عنيف من اجل المضي قدما الى الامام". لقد أظهرت مؤشرات البورصة الامريكية في ختام المضاربات في يوم 20 اكتوبر/تشرين الاول ارتفاعا متوسطا يربو على 4 بالمائة. ولدى اختتام المضاربات ارتفع مؤشر "داو جونز" بنسبة 67ر4 بالمائة او اكثر من 400 نقطة وبلغ مستوى 43ر9265 نقطة. وهذا يعتبر النتيجة الناجحة الثامنة في تاريخ وول ستريت. وحذرت القناة الفضائية "CNN" في تعليقها على البداية الناجحة للأسبوع في وول ستريت بقولها" لقد نشأ الوضع لصالح اقرار برنامج جديد لتفعيل الاقتصاد. لكن يختلف الديمقراطيون والجمهوريون في رؤيتهم حول طريقة تنفيذه". وينتظر المحللون نتائج انتخابات الرئاسة في 4 نوفمبر/تشرين الثاني.