اعتمد المؤتمر العام ال19 للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الكسو) في اختتام اعماله الليلة جملة من التوصيات تتعلق ببرنامج خطة تطوير التعليم في الوطن العربي. ووافق المؤتمر على مشروع النهوض باللغة العربية داعيا الدول العربية الى وضع برامج ومشروعات هادفة تمكن من النهوض باللغة العربية على المستويين الوطني والاقليمي. وتبنى المشاركون ايضا مجموعة توصيات بشأن القدس ودعم هويتها العربية الاسلامية داعين الى "مواصلة مساعي اسقاط القدس من القائمة التمهيدية الاسرائيلية المؤقتة للتراث" مع العمل على اقناع الدول الاعضاء في لجنة التراث العالمي لرفض ادراج القدس في القائمة الاسرائيلية. كما اقر المؤتمر تقديم 250 الف دولار لدعم مشروعات الاحتفاء بالقدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009 بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية وحث على دعم الاوضاع التربوية والثقافية والعلمية في فلسطين والجولان المحتل. واعرب المشاركون في المؤتمر عن دعمهم ترشيح وزير الثقافة المصري فاروق حسنى لشغل منصب المدير العام لمنظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو) مع الموافقة على تولي الدكتور محمد العزيز ابن عاشور (تونس) الادارة العامة لمنظمة الكسو خلفا للدكتور المنجي بوسنينة الذي تنتهى ولايته نهاية شهر يناير المقبل. وقال المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم المنجي بوسنينة خلال الجلسة الختامية اليوم ان المنظمة أسست خلال سنوات للعمل العربي المشترك ووضعت اعمالها في مدار التطوير والتحديث دون التخلي عن الثوابت الثقافية. وتقدم في نهاية ولايته بتهنئة المدير العام الجديد المنتخب محمد ابن عاشور راجيا له التوفيق في أعماله على رأس المنظمة. من جهته اكد وزير التربية والتعليم اليمني عبد السلام الجوفي أهمية التوصيات التي اتخذها المؤتمر قائلا انها جاءت لتقوية العمل العربي المشترك في مجالات التربية والثقافة والعلوم والاتصال والمعلومات وذلك في فترة هامة وحساسة من تاريخ الامة التي تواجه تحديات جسيمة. من جانبه اعرب وزير الثقافة التونسي السابق محمد العزيز ابن عاشور (المدير العام الجديد للمنظمة) عن اعتزازه باجماع الدول الاعضاء حول ترشح تونس لهذه الولاية. واكد وجوب العمل على صيانة مكتسبات الامة العربية والتعهد باثرائها وحمايتها من تيارات الهيمنة خاصة في عصر العولمة في اطار المعادلة الحضارية التي توازن بين "التمسك بالذات والانفتاح على العصر". ودعا الى العمل على توعية الاجيال الصاعدة في الشؤون الثقافية والتاريخية والمعرفية مؤكدا اهمية التنسيق والتعاون مع الوزارات المعنية والمنظمات الدولية والاقليمية. وشدد على ضرورة تفعيل الخطط والمشاريع المتعلقة بالتنمية البشرية داخل المجتمعات العربية الاسلامية لا سيما ما يتصل بمجالات الثقافة والتربية والعلوم للتصدي لما تواجهه الثقافات من مخاطر ناتجة عن نزعات الهيمنة وتيارات التعصب والتطرف. من جهته اعرب وزير التربية والتكوين التونسي حاتم بن سالم في مداخلته عن الارتياح لما توصلت اليه اعمال المؤتمر من قرارات ونتائج تبعث على التفاؤل والعزم مشيدا بارادة المشاركين واستعدادهم للمضي قدما في دعم منظمة الكسو من اجل اصلاح الاوضاع التربوية والنهوض بثقافة الحداثة واشاعة علوم العصر في الوطن العربي.