في سابقة هي الأولى من نوعها، سمحت السلطات التونسية بإنشاء أول مصرف إسلامي تونسي، يعمل طبقا للشريعة، بعد أن تقدم صهر الرئيس زين العابدين بن علي بطلب إلى الحكومة للسماح له بترخيص المصرف. وقالت صحيفة "الطريق الجديد" الصادرة عن "حركة التجديد" المعارضة في عددها اليوم الإثنين: إن البنك المركزي وافق على الترخيص بإنشاء أول بنك إسلامي تونسي لرجل الأعمال محمد صخر الماطري زوج ابنة الرئيس. وأشارت الصحيفة إلى أن البنك الذي يحمل اسم "الزيتونة" كان الماطري قد تقدم بطلب لإنشائه العام الماضي ليكون أول بنك تونسي محلي يعمل وفقا لقواعد الشريعة الإسلامية. لكنّ رئيس الوزراء محمد الغنوشي صرح نهاية العام بأنه لا نية للحكومة السماح بإنشاء بنك إسلامي، قائلا إن مثل هذه البنوك لا يسمح لها بفتح مكاتب في تونس، إلا إذا كانت أجنبية. ويعمل في تونس مصرفان إسلاميان فقط هما "بنك التمويل السعودي"، الذي تأسس عام 1983، ويتبع مجموعة البركة المصرفية العالمية، و"بنك نور الإسلامي" الإماراتي، الذي أنشئ العام الماضي. ويشتهر الماطري بتوجهاته الدينية رغم قربه من السلطة في بلد يقمع كل مظاهر الإسلام. وأطلق الماطري في عام 2007، أول إذاعة دينية تحت اسم "الزيتونة" نسبة إلى جامع الزيتونة الشهير في تونس. وكانت المفاجئة لدى الإعلان عن أن إحدى المذيعات بتلك الإذاعة محجبة. وتقمع السلطات التونسية الحريات الدينية وتحارب كل مظاهر التدين، حيث تواجه الفتيات المحجبات اضطهادا واسعا من جانب السلطات، خاصة في المدارس والمؤسسات العامة. ويمتد الاضطهاد في أحيان كثيرة ليصل إلى الشوارع حيث تتعرض بعض المحجبات للمطاردات في الشوارع وغالبا ما تنتهي بالاعتقال. والماطري رغم صغر سنه (28 عاما) إلا أنه رجل أعمال شهير يملك مجموعة من المؤسسات العاملة في قطاع السيارات الفاخرة وصناعة الأدوية والعقارات. ويشهد القطاع المصرفي الإسلامي رواجا على مستوى العالم حتى في الدول غير الإسلامية. وكان هذا القطاع هو الأقل تأثرا بالأزمة المالية العالمية التي ألمت بأسواق المال في جميع الدول منتصف العام الماضي. ويرجع السبب في ذلك إلى اتباعه قواعد الشريعة التي أمرنا الله تعالى بها، والتي تنص على تجنب الربا تماما. وسبق أن تقدم نواب في البرلمان الفرنسي بمشروع قرار يقضي بتطبيق التشريعات الاقتصادية الإسلامية في مسعى لتلافي تأثير الأزمة المالية على الاقتصاد الفرنسي. كما تنتشر شركات تأمين وبنوك إسلامية في عدد من الدول الأوروبية على رأسها بريطانيا التي تضم بنوكا عالمية لها فروع إسلامية إلى جانب بنوك أخرى إسلامية خالصة.